للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى هذا الشهر ركب كزل نائب ملطية في جماعة من المخامرين فهجم على مدينة حلب فقاتلوه، فقُتِلَتْ طائفةٌ وانهزم.

وفيه استقر عمر بن الطحان في نيابة قلعة صفد.

وفيه كانت الفتن بين عرب الرجوم وعرب العائد بَأرض القدس والرملة وغزة.

وفيه قُبض على إِينال أَحد أَمراءِ دمشق وسُجن بالقلْعة.

وفيه قبض على أَبي بكر بن نعير ففرّ أَخوه أَحمد ثم قُتل في جمادى الآخرة، ونزل أَخوه الآخر فأَحرق الرّحْبة (١).

* * *

وفي المحرم جَمع السلطانُ القضاةَ والعلماءَ وأَحضر مَن يتكلَّم في العمارة، وذُكر أَن الشيخ شرف الدين بن التبّاني تكلَّم معه (٢) في أَن كثيرًا من الأُمور التي يباشرها من يتكلم في العمارة لا تجرى على أَحكام الشرع مِنْ أَخْذِ بيوت الناس بغيْر رِضاهم وهَدْمِ الأَوقاف بغير طريقٍ شرعى ونحو ذلك، فأَصغى إِليه السلطان وجَمع الجميع فأَدار الكلام بينهم، فتعصّب الجميع على ابن التبّاني، وفَجَر عليه أَحمد النسخة (٣) شاهدُ القيمة ووافقه غيره إِلى أَن عجز عنهم وأَعيَتْه أَجوبتهم، فانفَصل المجلسُ على غيرِ شيءٍ وحقَّقوا للسلطان أَنه (٤) يتعصّب عليهم وأَنّ له غرضا في الوقيعة فيهم، والتزَم له (٥) القضاة بأَنهم لا يجرون أَموره في العمارة إلَّا على الوجه الشرعى المعتبر المرضى، وانفصلوا على ذلك، وسيسْأَلون


(١) مدينة على الجانب الغربي من نهر الفرات سميت برحبة مالك بن طوق زمن المأمون منشئها تمييزًا لها عن غيرها من الرحاب الكثيرة حيث عددها مراصد الاطلاع ٢/ ٦٠٨، ثم قال إنها بين الرقة وعانة، انظر أيضا بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٣٦.
(٢) أي مع السلطان.
(٣) ربما كان النص على أحمد بن النسخة بالذات ذا أهمية خاصة في هذا الموضوع وما كان تصديه الرد على ابن التباني إلا لما كان يتهم به من الإسراف في تبديد الأموال بحيل يحتالها، فقد قال عنه ابن حجر إنه "كان غاية في إبطال الأوقاف وتصييرها ملكا بضروب من الحيل" وسترد ترجمته في وفيات سنة ٨٤٩، انظر أيضا الضوء اللامع ٢/ ٢٨٤.
(٤) أي ابن التباني.
(٥) أي السلطان.