للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَتباعه وشاعَتْ بدْعَتُه، فآل أمْره إلى أن أَمَر السلطان بقتله فضُرِبت عنُقه وسُلِخ جِلْدهُ وصُلِب؛ وقد وَقَع لبعض أتباعه كائنةٌ في سلطنة الأشرف وأَحْرقْتُ كتابا معه فيه هذا الاعتقاد، وأردْتُ تأْديبه فحلف أنَّه لا يعرف ما فيه وأَنَّه وجدَهُ مع شخصٍ فظنّ أنَّ فيه شيئًا من الرقائق، فأُطْلِق بعد أنْ تبرّأ مما في الكتاب المذكور، وتشهَّد والتزم أحكام الإِسلام.

وكان سببُ وقوع ذلك أن شخصًا شريفًا قدم من الشام وذكر أنَّه لم يزلْ يسعى في الإِنكار على هؤلاء إلى أنْ عثر على هذا، وكُتِب له مرسومٌ بالقيام عليهم في بلاد الشام، ثم قدم عليْنا شخص من أهل أَنطاكية فذكر لنا عنهم أُمورًا كثيرة، وكُتب مراسيم بالقيام عليهم في سنة ٨٤١ (١).

* * *

ومن الحوادث غير ما يتعلَّق بسفر السلطان:

في المحرَّم وضَعَتْ جاموسة ببلقيس مولودًا برأْسين وعينين وأربعة أيدى وسلسلتي ظهْر ودُبُرٍ واحدٍ ورِجْلَيْن اثنين لاغير وفرجٍ واحد أُنثى، والذَّنَبُ مفروق باثنتَيْن (٢)، فكانت من بديع صُنْع الله.

وفي العشرين من المحرّم عرض القاضى زين الدين عبد الباسط الكسوة التي استعملها


= جواب السلطان إلى يشبك نائب حلب وهو في العمق، فجاء رسول منه يطلب هذا الزنديق فحضر الأعيان وأشهدوا على رسوله بقتله من السجان، وبعد أيام لم يشعر إلا وقد ورد إلى حلب جماعة من عند النائب وهذا الزنديق معهم مسلوخا محشوا تبنا لعمامته [وشخص] يمسكه كأنه حى، فعلم أن المرسوم الشريف ورد على يشبك النائب بالإنكار عليه ويأمره بما فعل، وأمر أن يرسل رأسه إلى شخص عينه من أولاد ذلغادر، ويده إلى نفر منهم، والأخرى إلى آخر، وهكذا فرق أعضاءه في بلاد التركمان الذين كان أضلهم، وكان بعضهم يعتقد أنه لا يمكن قتله، وكان ناصر الدين بن ذلغادر قد تاب قبل ذلك، ويقال إنه حسنت توبته واشتد ندمه على ما كان منه لابنته وأعلمها بذلك وزوجوها بعيدًا عنه حيث إنه لا يراها ولا تراه، وربما كان هذا هو السبب في القبض على هذا الزنديق وأراح الله منه البلاد والعباد على يد المؤيد وعفا عنه، ما كان أصبح اعتقاده وأحسنه في هذا الدين المحمدي .. مثل ذلك أخوات إذا رأى أن البيئات لا تتيسر على كافر .. (ثم أربع كلمات غير مقروءة).
(١) في هامش هـ بخط البقاعي وردت الملاحظة التالية: "تقدم في ترجمة شيخه فضل الله في سنة أربع وثمان مائة إن هذا قتل في سنة إحدى وعشرين، وسيأتي في سنة اثنتين وأربعين مثل ذلك، فالظاهر أن وضع هذا هنا غلط".
(٢) أمام هذا في هامش هـ "إنما ذكر ذلك في سنة اثنتين وأربعين".