للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتميز وتمهّر إلى أَن صار عيْنَ الشافعيّة ببلده وبيده الخطابة مشاركا لغيره؛ قال ابن قاضي شهبة في طبقاته: "وكتب بخطّه على فتوى تدلّ على كثرة استحضاره وجوْدةِ تصرّفه، ولمّا سكن الهرويّ هناك اتصل بينهما شرور كثيرة ومرافعات، وقوى الهروى عليه".

مات في آخر هذه السنة عن نحو خمسين سنة.

١٦ - عبد الوهاب بن نصر الله بن حسّون (١) الفوى نزيل القاهرة، تاج الدين أَخو ناظر الخاص، وُلد سنة ستين وسبعمائة وباشر بجاه أَخيه كثيرًا من الوظائف مثل نظر الأَوقاف والأَحباس وتوقيع الدست ووكالة بيت المال ونيابة كاتب السِرّ في الغيبة وخليفة الحكم الحنفى، وكان يحبّ العلم والعلماءَ ويجمعهم عنده ويتودّد لهم. مات في ثالث عشر جمادى الآخرة، وكان أَبوه حيًّا فورثه (٢) مع أَولاده.

١٧ - محمد بن أَحمد بن محمد بن أَحمد بن عبد العزيز النويرى ثم المكيّ، القاضي عز الدين بن القاضي محبّ الدين بن القاضي جمال الدين بن أَبي الفضل العقيلي الشافعي، وُلد سنة أربعٍ أَو خمسٍ وسبعين، واشتغل وهو صغير، وناب لأَبيه في الخطابة والحكم، واستقلّ بعد وفاته في رمضان سنة تسع وتسعين إِلى أَنْ صُرِف في ذى الحجة سنة (٣) ستّ وثمانمائة بالشيخ جمال الدين بن ظهيرة ثم وليها مرارًا، ثم استقرّت بيده الخطابة وغيرها؛ وانفرد جمال الدين بالقضاء، فلما مات سنة تسع عشرة استقر العزُّ في الخطابة ونظر الحرم والحسبة حتى مات عزّ الدين في هذه السنة في ربيع الأَول، وكان مشكور السّيرة في آخر (٤) أَمره، والله يعفو عنه.

١٨ - محمد بن أَبي بكر بن علي المكيّ ثم الزَّبيدي - بفتح الزاي - جمال الدين


(١) أشار الضوء اللامع ٥/ ٤٩٠، هـ، إلى أنه "ابن حسن" كما يقال له "حسون".
(٢) أمامها في هامش هـ: "تبرع بميراثه لولد ولده، أجمعين".
(٣) في هـ "سنة ثمانى مائة".
(٤) في هـ "غالب".