ثم توجه الوجه القبلي فأوقع بالعرب وجمع مالاً كثيراً جداً، ثم أصابه الوعك في رمضان واستمر في مرضه ذلك إلى أن مات في نصف شوال سنة ٨٣١، واشتد أسف السلطان عليه، وعاش سبعاً وثلاثين سنة، وكان عارفاً بجمع المال شهماً شجاعاً ثابت الجأش قوي الجنان، وكان في آخر عمره قد ساد وجاد سوى ما اعتاده من نهب الأموال، وقد جمع منها في ثلاث سنين ما لا يجمعه غيره في ثلاثين سنة، وكان جده يصحب ابن نقولا الكاتب فنسب فلهذا كان يقال له أبو الفرج بن نقولا أو هو اسم جده حقيقة.
وفي الجملة أبو الفرج أول من أسلم من آبائه ونشأ أبوه مسلماً ثم دخل بلاد الفرنج، ويقال إنه رجع إلى النصرانية، ثم قدم واستقر صيرفياً بقطية وولي نظرها ثم إمرتها، ثم تنقلت به الأحوال وبولده من بعده على ما تقدم مشروحاً.
علي بن أحمد بن علي بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن زيد بن حسين بن مظفر بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأرموي الأصل نزيل القاهرة نقيب الأشراف شرف الدين ابن قاضي العسكر، وأمه خاص بنت الظاهر أنسب بن العادل كتبغا، وكان معدوداً في رؤساء البلد لإفضاله وكرمه من غير شهرة بعلم ولا تصون، ومات في تاسع عشر ربيع الأول عن نحو الستين.
علي بن أحمد بن عمر بن حسن، المهجمي، كان يسكن بيت الفقيه من عمل بيت حسين باليمن وهو من بيت الصلاح، وللناس فيه