الذي استعمل الوتد إلى قوص ومات الكاتب عن قرب بالمرستان وبرئت ساحة جمقق عند السلطان، ولم يتغير ما بينه وبين أَلْطَنْبُغا لتحققه كذبَ ابن الدربندي، واشتد غضب جمقق من طائفة العجم - فرسم عن إذن السلطان - بتسييرهم إلى بلادهم وشدَّد في ذلك حتى أَلزم مَن بالخوانق وبالمدارس بالسفر فضجوا، وتعصب لهم الهروى وغيره ولم يزالوا يستعطفون السلطان إِلى أَن أَهمل أَمرهم.
* * *
وفي ثامن جمادى الآخرة قدم فخر الدين الأُستادار من الصعيد وصحبته عشرون أَلف رأْس من الغنم سوى ما تلف، وأَلف وثلاثمائة رأْس رقيق، وثلاثة آلاف رأْس بقر، وتسعة آلاف رأْس جاموس، ومن القند والعسل شيء كثير جدا، فقُوّم عليه جميع ذلك بمائة أَلف دينار والتزم بالقيام بها.
ثم بعد مجيئه من الصعيد طلعت هوارة في أَلف فارس وأَلقى راجل فكبسوا على سُودُون القاضي الكاشف - وكان عنده حينئذ إينال الأَزعرى أَحد مقدمى الأَلوف - فتواقعوا، فبلغ ذلك السلطانَ فأَرسل نجدةً عظيمة فيها: جقمق الدويدار وططر رأْس النوبة وأَلْطَنْبُغَا المَرْقَبي وقَطَّلُوبُغَا التَّنَمى في جَمْع كثير فتوجهوا، فوجدوا الأَميرين قد انتصرا وقد قتل منهم جماعة، وكانت الدائرة على هوارة فانهزموا وحُمل منهم عشرون رأْسًا إِلى القاهرة، ثم وصل الأُمراءُ فَتَتَبَّعوا هوارة إِلى أَن أَوقعوا بهم أَيضًا فقتلوا منهم نحو الخمسين، وهرب باقيهم إِلى الواحات الداخلة وتركوا حريمهم وأَموالهم، فغنموا منهم شيئا كثيرا، وَقدموا القاهرة في ثامن شعبان وصحبتهم أَلفا جمل وإِثنا عشر أَلف رأْس غنم سوى ما تلف وسوى ما توزّعه الأُمراءُ وأَتباعهم، وجهز أَزْدُمر الظاهري - أَحد المقدمين في عدةٍ من العسكر للإقامة ببلد الصعيد بسبب العربان المفسدين.
* * *
وفيها مات إبراهيم بن الدربَنْدِي صاحب بلاد الدست فتوجه قرا يوسف إليه في ستة آلاف فارس إلى "شماخي"، فواقعه ابن إبراهيم في عساكر الدست فهزمه وقتل منه ناس كثير، وتوجه ابن تمرلنك إِلى جهة تبريز لمحاربة قرا يوسف - فاشتغل قرا يواسف بمادهمه