مقبل الدوادر نائب الشام بوصول جقمق وطوغان من قلعة صرخد فسر بذلك، ودخل دمشق يوم السبت رابع عشري شعبان، وأحضر الأميرين فقبلا الأرض فأمر بتوجيه طوغان إلى القدس بطالاً وبإعادة جقمق إلى السجن فأعيد، فقدرت وفاته ليلة الثلاثاء سابع عشري شعبان ودفن ليلة يوم الأربعاء بمدرسته التي أنشأها بدمشق عند باب الجامع الشمالي، وكان ظالماً غشوماً متطلعاً إلى أموال الناس، وفيه وقع المحتسب صدر الدين ابن العجمي والتاج الوالي مخاصمة ثم اصطلحا، ثم جاء الأمر بعزل صدر الدين واستقرار جمال الدين يوسف البساطي الذي كان قاضي المالكية في الحسبة واستقر في خامس شهر رمضان، والتزم صدر الدين بأن لا يتردد إلى أحد، وضيق على بعض أتباعه ثم أفرج عنهم، واستمر البساطي في الحسبة إلى أن مات الظاهر ططر فصرف في ثالث عشري ذي الحجة وأعيد ابن العجمي.
وفي رابع عشر شهر رمضان توجه السلطان الظاهر والعساكر من دمشق إلى جهة الديار المصرية، ودخل القاهرة في رابع شوال وكان يوماً مشهوداً.
واستقر برسباي دويداراً كبيراً، ويشبك الذي كان دويداراً صغيراً ولي إمرة الحاج، وفر من المدينة أمير آخور وطرباي حاجباً كبيراً، ودخل هؤلاء بالخلع إلى القلعة.
وفي هذا الشهر وصل جماعة من الأمراء المتسحبين في زمن المؤيد وهم سودون بن عبد الرحمن الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك وطرباي الذي ولي الأتابكية بعد ططر ويشبك الدويدار الذي كان فر من المدينة الشريفة وهو أمير الحاج وقجقار السيفي مراد خجاوي وخليل ابن أمير سلاح وجماعة، فلما وصلوا إلى الفرات تبعهم ابن كلجا موسى الكردي وجمع عليهم عسكراً من التركمان والعرب، فوقع بينهم القتال فقتل خليل المذكور وانهزم الباقون بأسوء حال فتلقاهم نائب حلب......