للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم السبت العشرين منه ابتدئ بالنداء على زيادة النّيل، وكانت القاعدة أَربعة أذرع وعشرين إصبعا.

وفى سلخ جمادى الآخرة توقَّف النّيل ثم استمرت الزيادة ورخصت الأسعار.

وفي رمضان ورَد مرسوم السلطان بِقَتْل الأُمراء المسجونين بالإسكندرية فقَتَلوا منهم قجقار القردمى.

وفى (١) الرابع من رمضان أُحضر إلى صدر الدين بن العجمي المحتسب رجب بن سليمان غلام ابن خير ومعه جمع كثير، وذكروا له أنهم كبسوه مع صبي وهو يلوط به نهارًا فأَمر بضربه بالعصا وبالدّرة وحُبِس، وكان قد أنكر ذلك لمَّا شهدوا عليه، فأَمر شخصا أن يكشف عن ذكره ويعصره ففعل فخرج المني منه، فلم يُسمع بأَفحش منها، ثم أُطلق هذا الرجل واستمر على حاله.

وكان هذا يخدم القاضي ابن خير فصار بعده يستجدى من الطَّلبة ويرافقهم في الطلب وفى سماع الحديث، فسمع شيئا كثيرا، لكنه يزن بالهنات، ولا يزال يحصل في مكروه من ذلك إلى أَن وقعت له هذه الواقعة، فكانت أَشد شيء اتفق له، ثم اتفق أن المحتسب عُزل بعد يومين فرجع رجب إلى عادته وعاش بعد صدر الدين دهرا.

* * *

ولما توجه ألطنبغا القرمشي ومن معه من الأُمراء وهم: طوغان أَمير آخور وجلبان وأزدمر الناصري وجرباش إلى دمشق تأخَّر من رفقتهم أَلطنبغا الصغير في نيابة حلب، واتفقوا جميعا مع جقمق نائبها -الذي كان دويدار المؤيد- على محالفة (٢) المصريين، ثم وقع بينهم الحرب فانتصر أَلطنبغا وفر جقمق ومن وافقه إلى صرخد فتحصنوا بها.

ووصل ططر مع العسكر المصري إلى الغور، فكتب القرمشي إلى ططر بطاعته هو وَمن معه، ثم خرجوا إلى ملاقاة العسكر إلى أَن دخلوا دمشق وخُلع على الجميع، فلم يَمْضِ نهارُ دخولهم حتى قُبض على القرمشي وقُتل واعتُقِل جماعة غيره ممن كانوا معه.


(١) أمامها في هامش هـ: "واقعة رجب الخيرى".
(٢) في هـ: "مخالفة".