للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جملة الأُمراء صحبة تمر بغا المشطوب فتذكر الواقعة لما رآه، فأَمر بشنقه فقُتِل وشُنق وعُلِّقَتْ رأْسه بخف كلب، وذلك في آخر رجب من هذه السنة.

وكان كردى بك قليل الشر للمسافرين، والقوافل في أيامه آمنة؛ نقلته من ذيل تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية.

١٦ - محمد بن إبراهيم بن إِمام جامع البوصيرى، شمس الدين الشافعي، كان خيّرًا ديّنًا كثير النَّفع للطلبة يَحُج كثيرًا ويقصد الأَغنياءَ لنفع الفقراء وربما استدانَ للفقراء على ذمّته ويوفى الله عنه، وكانت له عبادة وتُؤْثَر عنه كرامات. مات في سادس الآخر.

١٧ - محمد بن أَحمد، ناصر الدين الهذباني الكردى الطبرداري، كان من أَبناء الأَجناد فتعلَّق بمجالسة العلماء وصحب الكمال الدميرى ثم نور الدين الرشيدي، وكان يتديّن ويسرد الصّوم ويواظب الجماعة ولا يقطع صلاة الصبح بالجامع الأَزهر، يقوم من نحو رُبْع اللَّيل فيمشى من منزله بحارة بهاء الدين إلى الأَزهر فيصلى به الصبح كل يوم؛ وكان يتكسّب من التجارة في الحوائص، ثم كبر وترك.

لازمنى مدةً وكان على ذهنه أشياء.

١٨ - محمد بن خليل بن هلال بن حسن بن بدر الدين الحاضري الحلبي الحنفى، وُلد في أحد الجمادَين سنة سبع وأربعين وسبعمائة، ورَحل إلى دمشق فأخذ بها عن جماعةٍ منهم ابن أَميلة، قرأَ عليه "سنن أَبي داود" و "الترمذى"، ودخل القاهرة فأخذ عن الشيخ وليّ الدين المنفلوطي والشيخ جمال الدين الإِسنوى، ورحل إلى القاهرة مرةً أُخرى وسمع على الشمس العسقلاني إمام الجامع الطولوني، وتفقَّه ببلده وحفظ كتبا نحو الخمسة عشر كتابًا في عدة فنون، وأَخذ عن الشيخ حيدر وغيره، ورافق الشيخ برهان الدين سبط بن العجمى، وأَخذ عن مشايخها كثيرًا سماعا واشتغالًا في الرحلة، وقرأَ على شيخنا العراقي في علوم الحديث وأَجاز له، ولازم العلْم إلى أَن تفرّد وصار المشار إِليه ببلاده، وولى