بعد رحيلهم بأيام فأوقع بابن أخيه عقيل ومن معه وكادت الكسرة تقع على عقيل، ثم تراجع أصحابه وهزموا عنه وأسروا محمد بن المؤذن وكان يكثر النميمة بينهم، فشنقه عقيل على باب المدينة وأرسل بخبر الهزيمة إلى القاهرة، واستمرت هزيمة مقبل إلى الشرق، والتجأ رميثة بن محمد بن عجلان أمير المدينة ليشفع له إلى عمه حسن بن عجلان، فتوجه معه إلى مكة.
وفي العشر الأواخر من المحرم وقع بنواحي حوران برد كبار على صور خشاش الأرض والماء، كخنفسة ووزعة وحية وعقرب وسرطان وضفدع وغير ذلك - هكذا ذكر علاء الدين ابن أبي الشوارب الشاد بتلك الناحية أنه شاهد ذلك، وقد ذكر الحافظ علم الدين البرزالي في تاريخه في حوادث سنة ست عشرة وسبعمائة أنه وقع ببارين من عمل حماة برد كبار على صفة حيوانات مثل حية وسبع وعقرب وطيور مختلفة وصفة رجال في أوساطهم شبه حوائص، وأنه ثبت بمحضر على قاضي الناحية واتصل بقاضي حماة.
وفي ثاني عشري المحرم صرف الدين ابن العجمي من نظر الجوالي، واستقر فيها زين الدين قاسم بن القاضي جلال الدين البلقيني بمال بذله لجاني بك الدويدار الثاني، وكان استقر في الدويدارية بعد قدومه من الحج وهو شاب له دون العشرين، وتصدى للحكم بين الناس وهرعوا إليه لعلمهم بمنزلته عند السلطان، وكان السلطان لما سجن بقلعة المرقب أراد جقمق نائب الشام إذ ذاك أن جاني بك المذكور ينضم إليه ويخدم عنده وتحيل عليه بكل طريق، فلم يوافق ولازم سيده وهو في السجن وصبر معه على الضيق، فشكر له ذلك.
وفي تاسع عشري المحرم عزر فتح الدين محمد بن محمد بن المؤيد موقع الحكم للشافعي وجمال الدين عبد الله بن عمر النحريري موقع الحكم للمالكي بسبب شهادة قيل إنها زورت