للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين البَشِيرى مدةً طويلة، ثم استقل البشيرى بالوزارة واستمر هو إلى أَن مات؛ وقد أَحضره المؤيد ليحاسب الهروى على ما اجتاحه من أَموال القدس والخليل فسأَله عن مولده فقال: "ولى الآن إثنتان أو ثلاث وثمانون سنة" وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين وكان قد أَسنَّ وارتعش، ومات مفصولا قبل موته بدون السنة، وكان يحبّ أَهل الخير ويكثر الصدقة ويتبرّأ من تناول المَكس والأَكل من ثمن ما يكون منه، وكان يقول: "أَنا أَستدين ما آكله وأَلبسه حتى لا أَتعاطى الحرام بعينه"، والله (١) أَعلم بغيبه.

١٩ - على (٢) بن رُمح بن سِنَان بن قنا، نور الدين، تفقه وسمع من بدر الدين بن جماعة وابن البارزي وغيرهما ولكنه لم ينجب، وصار بآخره يتكسّب في حوانيت الشهود إلى أَن مات، أَحد الصوفية بالخانقاه البيبرسية، جاوز الثمانين.

٢٠ - علي بن محمد بن محمد (٣) بن سالم بن موسى بن سالم بن أَبي المكارم بن إسماعيل بن عبد السلام؛ إمام الدين بن العميد، والعميد لَقَبُ عبد السلام المذكور، وكان العميد قاضي دمياط، وولى عدة من آباء إمام الدين القضاء، ثم ولى هو قضاء دمياط مدةً ثم قضاء المحلة، وكان عارفًا بالشروط قليل العلم، وجلس مع الموقعين مدة وناب في الحكم بالقاهرة، وكان بشوشا جميل المعاشرة خبيرًا بأُمور الدنيا. مات في مستهل شعبان وله خمس وسبعون سنة.

٢١ - عمر بن عبد الله بن عامر بن أَبي بكر بن عبد الله، سراج الدين الأَسوانى، نزيل القاهرة، تعانى الآداب وسلك طريق المتقدمين في النظم، وكان عريض الدعوى كثير الازدراء لمن ينظم الشعر من أَهل عصره (٤) لا يعدّ أَحدًا م شيئًا ويقول: "شعرهم بعر مقزدر"، ويقول: "من يجعل لي خطرًا على أَي قصيدة شاء من شعر المتنبيّ حتى أَنظم أَجود منها".


(١) من هنا لآخر الترجمة غير وارد في هـ.
(٢) راجع ما سبق ص ٢٦١، حاشية رقم.
(٣) زاد الضوء اللامع ٦/ ٣٦ في أجداده "محمدا" ثالثًا.
(٤) في هـ "مصر".