الدين بن حجّى بدمشق وأَنظاره وسمع من ابن قواليح، وناب في الحكم في بلاد عديدة من معاملات حلب، ثم قدم القاهرة قبل سنة عشرين ونزل بالمؤيّدية في طلبة الشافعية ومات بها في جمادى الأُولى وقد جاوز السبعين بل قارب الثمانين فإنه ذكر لي ما يدلّ على أَنه وُلد في حدود الخمسين، وكان كثير التقتير على نفسه، وُجِدَ له مبلغ فوضع بعض الناس يده عليه، ولم يَصِلْ لوارثه منه شيء. عفا الله عنه (١).
٢٣ - فضل (٢) الله بن الرَّمْلى القبطى ناظر الدولة. مات في حادى عشر صفر وقد جاوز الثمانين، وكان سيء السيرة.
٢٤ - فارس بن عبد الله الخزندار الروميّ الطواشي، مات في النصف من المحرم، وكان قد تقدم في الدولة المؤيّدية، وجوّد الخط على الشيخ عبد الرحمن بن الصائغ، وحفظ القرآن وتلاه على جماعة واستقرّ بعده خُشْقَدَم خزندارًا.
٢٥ - قَطْلُوبغا (٣) التَّنَمى، علاء الدين، أَحد أُمراء الأُلوف ثم نائب صفد. مات في ليلة السبت سادس عشري ربيع الأَول بدمشق بطالا.
٢٦ - محمد بن الحسين بن عبد المؤمن (٤) الكازَرُونى ثم المكي، جمال الدين أَبو أَحمد
(١) جاء إزاء هذا في هامش در بخط البقاعي: "قرأت بخط شيخنا الحافظ تاج الدين محمد بن محمد بن الغرابيلي ما نصه: عمر بن يعقوب البلخى الحنفى، شيخنا الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع زين الدين، طاف البلاد في تحصيل العلوم المشرقية ولزم السيد الشريف الجرجانى ست عشرة سنة، أخبرني أنه لم ينقطع. عنه فيها ولا يوما واحدًا، قدم إلى القدس مرتين. لزمته ثلاث سنين وقرأت عليه العضد فيها كاملا، وسمعت عليه كتبا شتّى كشرح المواقف السيد الشريف وشرح المفتاح له وشرح الشيخ سعد الدين الزهراوى والكشاف والمطول وشرح الشمسية والمختصر وقطعة من الإيضاح، وشرح مقدمة بهشتي في آداب البحث والمصابيح بقراءته كاملة مع الكلام على فوائده وشرح العقائد وطوالع القاضي ناصر الدين البيضاوى وغالب الكتب الكلامية بقراءة سيدى الشيخ يعقوب الكسائي المغربي الشافعي أحد فضلاء عصره وزهادهم، ولم أنقطع عنه إلا اليسير حتى توفى في شعبان سنة ست وعشرين وثمان مائة، وحمل إلى تربة ماملة فشيعه خلق كثير وازدحموا على نعشه وتأسفوا عليه. جمعنا الله وإياه في دار كرامته آمين".