(٢) جاء في هامش بخط البقاعي: "قرأت بخط شيخنا الحافظ تاج الدين محمد بن محمد الغرابيل الكركي الشافعي ما نصه: محمد بن عبد الدايم العسقلاني البرماوى هو أحد الأئمة الأجلاء، والبحر الذي لا تكدره الدلاء، فريد دهره، ووحيد عصره، ما رأيت أقعد منه بفنون العلم مع ما كان عليه من التواضع والخير، صنف التصانيف المفيدة، وشرح البخاري شرحًا حسنًا اشتمل على تلخيص ما في الكرماني والزركشي وفوائد أخر أبداها من قبله ومن تقدمه حافظ عصره وفريد دهره الذي لم ير مثل نفسه الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر، ولخص المهمات والتوشيح، ونظم ألفية في أصول الفقه لم يسبق إلى مثل وضعها وهي في غاية الجودة وشرحها شرحا حافلا في نحو مجلدين استوعب فيه غالب الفن حتى سمعته يقول: قال لي بعض فضلاء اليمن: كل مسألة منه تصلح أن تكون مجلس إجلاس؛ وصدق هذا القائل فإنه عجيب الجمع، اعتنى فيه بتحرير المذهب في الأصول، وكان يقول: أكثر هذا الكتاب هو من جملة ما حصلت في طول عمرى، ويحتفل به كثيرًا، وشرح اللامية لابن مالك شرحًا تاما في غاية الجودة، واختصر السيرة وكتب الكثير وحشى الحواشي المفيدة وعلق التعاليق النفيسة والفتاوى العجيبة. كان من عجائب دهره. وجاور بمكة سنة ثم قدم إلى القاهرة فوافى موت شيخنا شمس الدين بن عطاء الله الحروى قولى الصلاحية، وقدم القدس فأقام بها قريب سنة غالبها ضعيفا بالقرحة. ومات يوم الخميس بعد الظهر تاسع عشرين جمادى سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وبقى إلى يوم الجمعة فصلى عليه الجم الغفير والعدد الكثير بعد صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، وشيعه أمم وتأسفوا عليه وهو جدير بذلك. وجدت بخطه ﵀ قال: وجدت بخط والدى أنس ولدت ليلة الخامس عشر من شهر ذي القعدة الحرام سنة ثلاث وستين وسبعمائة الله وجمعني وإياه في دار كرامته فقد حصل لي منه خير كثير؛ ودفن بتربة ماملا نرك جوار سيدى الشيخ أبي عبد الله القرشي. ﵀".