للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها حجّر المحتسب إينال الشِّشْمَانى على جُلاب القمح من البيع، وشَغَل الطَّحانين جميعهم بشراء القمح من شُوَنِ السلطان واستمر على ذلك مدة، فكثرت الغلال من الجلَّابة، فانحط السعر كثيرًا والله الحمد.

وفي الرابع من ربيع الآخر يوم الأربعاء صرف إيثال من الحسبة وأُعيد العيني إليها.

وفى التاسع منه أُمر بإحضار نائب الإسكندرية الأمير آقْبغَا التَّمْرَازي. وقُرِّر في نيابتها شهاب الدين الدويدار المعروف بالأسود بن الأقْطع.

وفي خامس عشرينه استقرّ آقبُغَا الجمالي في وظيفة الأُستادارية عوضًا عن عبد القادر بن أبي الفرج لكونه كان التزم بحمل مائة ألف دينار بعد التكفية، ثم لما تمادى الحال عجز فآل أمره إلى الإهانة كما سيأتي ذكره، وسلَّم عبد القادر وألزامه لآقْبُغا ثم أُفرج عنهم على مال.

وفى رجب مات ياقوت - ويلقب فخر الدين الحبشى - مقدم المماليك، واستقر عوضه نائبه فيها خُشْقَدم الرومى، وكان من مماليك يشبك، واشتهر في أيام المؤيد وترقى وعُرف بالحرية.

وفى رجب أيضا قدم تغرى بردى المحمودي من دمياط فأُمر أن يتوجه إلى دمشق أميرًا كبيرا.

وفي ذي القعدة أُضيفت وظيفة الأُستادارية للوزير فباشرهما معًا، وقبض على آقْبُغَا الجمالي وعوقب ثم أفرج عنه ووَلِيَ كشف الجسور في أواخر السنة.

وفي ثامن عشره ركب السلطان إلى مصر، ثم ركب النيل إلى المقياس وخلَّقه، وفُتح الخليج بحضرته، وهى أول سنةٍ فعل فيها ذلك بنفسه.

* * *

وفي ذي القعدة ظهر للحاج من جهة البحر كوكبٌ يرتفع ويعظم ثم يرتفع منه شرر كبار، فلما أصبحوا اشتد عليهم الحر فهلك من المشاة عالمٌ كثيرٌ وتلف من جمالهم وحميرهم