للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني عشر رمضان نودى بمنع المعاملة بالفضة اللنكية وبأنَّ الذهب الأَشرفي بمائتين وخمسين.

وفى سادس عشرى جمادى الأُولى أعيد كاتبه إلى وظيفة القضاء الشافعية للمرة الثالثة (١).

وفيها مات شهاب الدين الدّويدار نائب الإسكندرية، فاستقر جاني (٢) بك الناصري رأسُ نوبة إبراهيم بن المؤيد نائبها، وكان من مماليك يَلْبُغا الناصري.

* * *

وفي ذي القعدة جرى بين شخص في خدمة كاتب السر ابن السفاح -يقال له ابن الناظر الصّفدي- وبين مملوك لابن السفاح مشاجرة فاغتاله فقتله بسكين، فاطَّلع عليه بعض الخدم فنم عليه، فانزعج كاتب السّر لذلك وحرص على أنه يعرف السبب، فقيل إنه بسبب صبيٍّ تغايرا عليه، وقيل إن ابن الناظر ذكر لقاتله أنه يعرف السحر وأنه قَتل شخصا بسحره، وأن العلماء أفتوه بقتل مَن يَقتل بسحره فما أفادَتْه هذه الفتوى، وبلغ السلطانَ الخبرُ فاستدعاه فلما اعترف أمر بقتله، فحَرِص كاتب السر أن يؤخر قتله إلى أن يحضر أولياءُ المقتول، فامتنع السلطان وأمر بتوسيطه، وحصل لكاتب السر من ذلك مشقةٌ شديدةٌ لقصّةِ مملوكه وكان يميل إليه ولقوم صديقه، وكان يأْتمنه على كثير من أحواله، فلله الأمْر.

وفي ذي الحجة استقر التاج الوالى الشَّوْبَكِي في نظر الأوقاف الحُكْمِيَّة وقُرِّر له من الأوقاف في الشهر ثلاثةُ آلاف [درهم؟]، ولم يباشر شيئا بل قنع بالمعلوم المذكور.

وفى يوم الاثنين [الثاني عشر (٣)] من ذى القعدة الموافق لثامن عشرى أبيب أوفى النيل وكُسر الخليج وزاد بعد ذلك فكان في أول يوم من مسرى سبعةَ عشر ذراعًا وأصابع من الثامن عشرة، ولا يُحفظ ذلك فيما مضى قط.

وأعجب منه أنه زاد ثاني يوم الوفاء نصفَ ذراعٍ ولم يُحفظ فيما مضى مثل ذلك إلَّا في سنة ست عشرة، فإن الملك المؤيد صاحب حماة ذكر فى تاريخه بنظير ذلك في هذا العصر أن النيل أوفى تاسع عشرى أبيب وقال: إنه غريب.

* * *

وفي شعبان كانت الزلزلة في غرناطة وخسفت عدة أماكن ومواضع، وانهدم بعضُ


(١) في هـ "الثانية".
(٢) جاء في هامش هـ "كان يقال له جنبك الثور".
(٣) لم يرد ما بين الخاصرتين في الأصل، ولكنه أضيف بعد مراجعة جدول سنة ٨٣٤ في التوفيقات الإلهامية.