للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يكن محمود السيرة في القضاء، وأَوقفنى بعض الطلبة من أهل تلك البلاد على جزء فيه أربعون حديثًا عشاريّات فتأملتها فوجدْته خرّجها بأسانيد من جزء الأنصاري وغيره، وأخذ كلام شيخنا العراقي في أَربعينه المشاريات بنصّه، فكأَنه استخرج عليها مستخرجًا بعضه بالسماع وأكثر بالإجازة، ومنه ما خرّجه شيخنا من جزء ابن عرفة فإنه رواه عن ابن الخباز بالإجازة.

١٧ - محمد جمال الدين بن الشيخ بدر الدين يوسف بن الحسن بن محمود الحلواني، قدم القاهرة سنة أربعٍ وعشرين فأُكرم، ثم طلبه صاحبُ الحصن من الأَشرف فجهزه إليه فمات بمصر في هذه السنة، وكان فاضلًا في عدة علوم، وما أظنه أكمل أربعين سنة.

١٨ - محمد بن الشيخ بدر الدين الحمصي المعروف بابن العُصَيَّاتي (١)، اشتغل كثيرًا، وكان في أوّل أمره جامدَ الذهن، ثمّ اتفق أنه سقط من مكان فانشقَّ رأسه نصفين ثمّ عولج فالتأم فصار حَفَظة، ومهر في العلوم العقلية وغيرها، وكان يرجع إلى دين، وينكر المنكر، وصف بحدّةٍ ونَقْصٍ عقل. مات في صفر.

١٩ - محمد ناصر الدين الشيخي، تولّى الوزارة للناصر، ثمّ عُزِل في سنة أربعٍ وثمانمائة وصودر بسبب ظهر عنده من يعمل الزغل ويخرجه على الناس فقُبض عليه وعوقب إلى أن مات في ذي القعدة، واستقر بعده فى الوزارة سعد الله بن عطايا.

٢٠ - محمود بن أحمد بن محمد، الفيّومى (٢) الأصل، نور الدين الحموي ابن خطيب الدهشة، وُلد سنة خمسين وسبعمائة، وسمع من جماعةٍ، وتفقَّه ببلده (٣) على علمائها في ذلك العصر، ودخل الشام ومصر طالبَ عِلْم؛ ثم ولى قضاء حماة في أول دولة الملك المؤيد وباشر مباشرةً حسنة بعفةٍ ونزاهة، وصُرف بزين الدين بن الجزري في أوائل سنة ستٍّ


(١) الضبط من الضوء اللامع ج ١١ ص ٢٦٠، كما رجح نفس المرجع ٦/ ٨٦٩ موته في ربيع الأول.
(٢) فيما يتعلق بمدينة الفيوم من أعمال مصر راجع عنبا النابلسى الصفدي: تاريخ الفيوم وبلاده (القاهرة. المطبعة الأهلية ١٨٩٨).
(٣) المقصود هنا حماة، فقد جاء في الشذرات ٧/ ٢١٠ أن أباه ولد بالفيوم ثم رحل إلى حماة واستوطنها وولى خطابة الدهشة وولد له ابنه هذا" يعنى محمودا، وانظر حوليات دمشقية (تحقيق حسن حبشي) ص ٣.