للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مذهبه، ويقال إن أُم ولده دسَّتْ عليه سما لأن زوجته لما ماتت ظنت أم ولده أنها تنفرد به فتزوّج امرأةً وأخرج الأمة فحصلَتْ لها غيرة، والعلم عند الله تعالى، والله يسامحه (١).

٩ - عمر بن أبي بكر بن عيسى بن عبد الحميد، المغربي الأصل، البصروي، زين الدين، قدم دمشق فاشتغل بالفقه والعربية والقراءات وفاق في النحو، وشغل الناس وهو بزيّ أَهل البر، وكان قانعًا باليسير، حسن العقيدة، موصوفًا بالخير والدين، سليم الباطن، فارغًا من الرئاسة. مات في رابع جمادى الآخرة.

١٠ - عيسى بن محمد بن عيسى الأقْفَهْسي الشافعي، شرف الدين، أحدُ نواب الحكم، مولده سنة خمس وخمسين (٢) وتفقَّه وعرف كثيرًا من الفروع وكان يستحضرها، وناب في الحكم مدّةً طويلة، ومات في ليلة الجمعة في سادس عشرى جمادى الآخرة -ولم يكن مشكورًا- وأظنه جاوز الثمانين، وكان يذكر أنه حضر دروس الشيخ جمال الدين الإسنوى ثم لازم شيخنا البُلْقيني وقرأ عليه "منهاج الأصول" ورأيت خطَّهُ له بذلك، وفيه أنه أذن له في التدريس، وفيه إلحاق الفتوى بخط شرف الدين نفسه الذي لا يخفى فوق كشط، وسمع "الصحيحين"، وكانت إجازة الشيخ له فى سنة ٧٥ فعاش بعدها ستين سنة، وكان يذكر أنه ناب في الحكم في بعض البلاد عن البرهان بن جماعة. سامحه الله.

١١ - محمد بن سعد الدين، جمال الدين ملك الحبشة المسلمين، قُتِل في جمادى الآخرة وكانت ولايتُه بعد فقْد أخيه منصور فى سنة ثمان وعشرين، وكان شجاعًا بطلًا مُديمًا للجهاد، وكان عنده أميرٌ يقال له "حوب جوشن" وكان نصرانيا فأَسلم وحسُن إسلامه وكان لا يُطاق في القتال فهزم الحبشة الكفارَ مرارًا وأنكى فيهم، وغزاهم جمال الدين مرةً ومعه حرب جوشن فغَنم غنائم عظيمةً حتى بيع الرأسُ الرقيق بربطة ورق،


(١) عبارة "والله يسامحه" غير واردة في ز.
(٢) في ظ "وسبعين" وقد صححت السنة بناء على ما ورد في نهاية ترجمته من أنه مات وقد جاوز الثمانين، كما أنه أخبر في سنة ٧٧٥، "فعاش بعدها ستين سنة". هذا وقد ذكر الضوء اللامع ٦/ ٥٠٣ مولده سنة خمس وسبعمائة وهو خطأ، ولم ترد أية إشارة في ظ، ولا في شذرات الذهب إلى سنة مولده.