للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠ - عبد الرحمن بن محمد القزوينى المعروف بالحَلَّالى (١) بمهملة ولام ثقيلة - الشيخ زين الدين من أهل جزيرة (٢) ابن عمر، وهو ابن أُخت العالم نظام الدين (٣) عالم بغداد، وُلد سنة بضع وسبعين وأخذ عن أبيه وغيره، وبرع في الفقه والقراءات والتفسير، وحجّ وقدم حلب لطلب زيارة القدس فزار ثم رجع إلى حلب وهو في سن الكهولة وظهرت فضائلهُ، ودخل القاهرة فى سنة أربعٍ وثلاثين وأخذوا عنه ثم رجع، فلما وصل إلى بلده مات (٤) بعد أربعة أشهر وذلك فى سنة ستٍ وثلاثين ظنا. قاله القاضي علاءُ الدين.

قال (٥): "واجتمعت به فرأيتُه عالمًا بالفقه والمعاني والبيان والعربية، وله صيتٌ كبير في بلاده وكان عالمًا".

"قرأتُ (٦) بخط عبد الرحمن بن محمد الحلالي الشافعي القزويني أنَّه يروى البخاري عن قاضي المدينة عن الحجار ولم يسمه وأنا أظنه شيخنا زين الدين بن حسين فإنَّه كان يروى عن الحجار بالإجازة وهو آخر من حدَّث عنه بها (٧) فيما أعلم، وأنَّه يرويه عن المحدث شمس الدين محمد الفنَكِى الشيرازى بروايته له عن الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر ابن كثير بسماعه له على الحجّار، وكتب خطه فى أواخر سنة احدى وثلاثين وثمانمائة".

١١ - عبد الوهاب بن أفتَكِين الذى ولى كتابة السرّ في العام الماضي بدمشق ومات (٨) في أواخر السنة وقرّر السلطانُ عوضه في كتابة السرّ بدمشق نَجمَ الدين بن المدنى نقلًا من نظر


(١) الضبط من شذرات الذهب ٧/ ٢١٧، وقد يقال فيه "الحلال" بغير ياء النسب والصفة نسبة لحل أبيه المشكلات التي اقترحها العضد عليه، أنظر الضوء اللامع ٤/ ٣٩٩، ج ١١ ص ١٩٩.
(٢) ولذلك يعرف أيضا بالجزرى.
(٣) هو نظام الدين محمود السويدائى.
(٤) أى أنه مات بجزيرة ابن عمر وذلك في جمادى الآخرة.
(٥) يقصد بذلك علاء الدين بن خطيب الناصرية.
(٦) نسمير المتكلم هنا عائد على ابن خطيب الناصرية كما يستدل من مراجعة الضوء اللامع ج ٤ ص ١٥٥ ص ١ - ٢.
(٧) في هامش هـ بخط البقاعي: "أى مع كونه كان قاضي المدينة الشريفة".
(٨) ودفن بمقبرة باب توما.