للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدة قصائد ومقاطيع، ومهر فى الفقه والأصول وعمل المواعيد وشغل الناس ولزم بآخره جامع عمرو بن العاص يقرأ فيه الحديث والمواعيد ويشغل الناس، وكان حسن الإدراك واسع المعرفة بالفنون، حجّ في هذه السنة من البحر فسلم ودخل مكة في شهر رجب فجاور إلى زمن إقامة الحجّ فحجّ وقضى نسكه ورمى جمرة العقبة ثم رجع فمات بمِنًى قبل أن يطوف طواف الإفاضة. سمعتُ من نظمه وطارحى مرارًا وكتب عنى كثيرًا.

١٨ - محمد بن (١) عبد الحق بن إسماعيل السَّبتي، أبو عبد الله الأنصاري (٢)، وُلد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وأخذ عن الحاج أبى القاسم بن أبي حُجر ببلده، ووصل إلى غرناطة وتفرّد بالأدب وقدم القاهرة سنة اثنتين وثلاثين فحجّ، وحضر عندي في الإملاء وأوقفني على "شرح البردة" له؛ وله أداب وفضائل. مات في صفر.

١٩ - محمد (٣) بن على بن موسى، الشيخ شمس الدين الدمشقى المعروف بابن قديدار، وُلد سنة اثنتين وخمسين تقريبًا فإنه قال: "كنت في فتنة بَيبغا رُوس رضيعًا"، وقرأ القرآن في صغره، وحفظ "المنهاج" و"العمدة" و"الألفية"، وتلا بالسبع على جماعة منهم ابن اللَّبان، وصحب الشيخ أبا بكر الموصلى والشيخ قطب الدين وأقبل على العبادة، واشتهر من بعد سنة تسعين حتى إنَّ اللنك لما طرق الشام أرسل من حماة (٤) وحمى من معه وكان شيخ يعظمه وأرسله في سنة ثمانٍ وثمانمائة رسولًا عنه إلى الناصر فاجتمعنا به بالقاهرة ومصر وسمعنا من فوائده.

وكان سهلَ العريكة لين الجانب متواضعًا جدًا محبًّا فى العلماء وَالمحدثين، وكان قدم رفيقًا له في ذلك الشيخُ شهابُ الدين بنُ حجّى فنزلا بمدرسة البُلقيني ثم بمدرسة المحلىّ على


(١) راجع ترجمة رقم ٣٨ وفيات سنة ٨٣٣ ص ٤٥٠، وحاشية رقم ٢.
(٢) "الأنصاري" غير واردة فى هـ.
(٣) أشار إليه السخاوى فى الضوء اللامع ج ١١ ص ٢٦٦ فقال أن اسمه محمد بن أحمد بن عبد الله، وهكذا ترجم له فى الضوء اللامع ٦/ ١٠٦٨، وأشار إلى تسمية ابن حجر له بالوارد بالمتن وخطأه فيها، ولقد أخذت شذرات الذهب ٧/ ٢١٧ باسمه نقلا عن الإنباء هنا.
(٤) بناء على ما ذكره السخاوى والشذرات هى "حماة البلد"، على أنه يمكن قراءتها "من حماه" بفتح ميم "من" وجعل حماه فعلا.