للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي مجد الدين الشيرازى، واغتبط به حتى كان يكاتبه فيقول: "إلى الليث ابن الليث، والماء ابن الغيث".

ودرّس جمال الدين بتعزّ وأفْتى، وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، ومات بالطاعون في هذه السنة.

٢٩ - محمد بن عمر بن أبي بكر (١)، تاج الدين بن الشرابيشي، مات في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة، ودُفن يوم الاثنين العشرين منه، وقد أسن، وتَغيّر عقلُه، وسمع الكثير من الشيخ بهاء الدين بن خليل، ورأيت قراءته عليه في صحيح البخارى سنة سبعين، وبلغ بضعا وثمانين سنة، وطلب الفقه، وكتب الكثير بخطّه الحسن المتْقن، ولازم شيخنا ابن الملقّن، وأكثر عن شيخنا العراقيّ، وسمع الكثير من أصحاب السبْط والطبقة، ثم من أصحاب أصحاب المحبّ، ثم من أصحاب أصحاب الفخر، ودار على الشيوخ وسمع معي كثيرًا ولم يمهر، وكان يستحضر شيئًا كثيرًا من الفوائد الفقهية والحديثية، وكان يعلّق الفوائد التي يسمعها في مجالس المشايخ والأئمة، حتى حصّل من ذلك جملةً كثيرةً، تسلّط عليه بعض أهله فمزّقوا كتبه بالبيع تمزيقًا بالغًا، لأنهم كانوا يسرقون المجلدات مفرقات من عدة كتب قد أتقنها وحرّرها فيبيعونها مفاريق، وكذلك الكتب التي لم تجلد يبيعونها كراريس بالرّطل، وضاعت كراريسه وفوائده.

وقد تصَدى للإسماع، وأكثر عنه الطلبة من بعد سنة ثلاثين وثمانمائة إلى أن مات، رحمه الله تعالى.

وأجاز لى فى استدعاء أولادى غير مرّة.

قال (٢): التقيّ القلقشندي: وكان قد تغَير قبل موته بنحو ثلاثة أشهر، ودَفن بالقرافة"، وكان فاضلًا بارعًا يكتب الخط الحسن، وكان مُمْلقًا، وزاد عليه ذلك في آخر عمره، حتى أنّه صار يحدّث ويأخذ الأجرة على التحدث، وحدّث بالكثير.

٣٠ - محمد بن أبي فارس المنتصر أبو عبد الله، مات في يوم الخميس ٢١ صفر بتونس ولم يتهَنّ في أيام ملكه لطول مرضه، وكثرة الفتن، واستقرّ بعده شقيقه عثمان فقبض على الهلاليّ القائد، وفتك في أقاربه بالقتل، فخرج عليه عمّه أبوالحسن صاحب بجايَة.


(١) جاء في هامش هـ بخط البقاعي "ابن محمد بن على" الشيخ أبو الفتح، ولكنه في الضوء اللامع "محمد بن عمر بن بكر بن محمد بن على".
(٢) من هنا حتى آخر الترجمة غير وارد في هـ.