شوال، ثم تلاحق به الأمراء واجتمعوا جميعًا يوم الأربعاء ثالث عشرى شوال بالخربة (١) واجتمعوا بالنّواب الذين كانوا مقيمين بالرّملة.
وتقدّم نائب الشام ومَن معه من النواب وتأخّر بقيةُ الأمراء ومَن معهم من المماليك السّلطانية، ولم يكن بينهم إلّا قدْر ميلين، فالتقوا بإينال الجكمي ومن معهم، فحمل عليهم إينال بمن معه فقُتل صَرْغتمْش دويدار جلبان، ووقع طوخ [مازى] نائب غزة عن فرسه، وقتل جماعة، وتمّت عليهم الكسرة حتى وقع سنجق نائب الشام، وكان قاصدا نائب الشام، ثم وصل إلى الأمراء والمماليك السلطانية قبل أن يلحقوا به، فصادف الحوقهم به ما وقع لمن كان معه من الهزيمة، فرجع بهم وحمل على إينال ومن معه، فألفوا كثيًرا من الجند الذين كانوا مع إينال الجكمي، وقبضوا على ولد قَانْصُوه، وانهزم إينال الجكمي وتمزّق جمعه، ونزل العسكر كله في شَقْحبَ.
واتّفق أن جَانى بك دويدار بَرْسْبَاى الحاجب أدرك إينال الجكمي وهو منهزم وقد أصابتْهُ في يديْه عدّة جراحات وضعف من كثرة ما سال منه من الدّم، فالتجأ إلى ضيعةٍ فنزل في بستان منها، فهجم عليْه فقبض عليه وأركبه فرسه وهو لا يستطيع الدّفع عن نفسه، وساقه إلى أنْ أدخله قلعةَ دمشق، ورجع العسكر وهم نزول بشَقْحَب يوم الخميس، فأعلمهم بذلك، فطلبوا ودخلوا الشام يوم الجمعة خامس عشري شوال فى أبّهة عظيمة وجُهّزَ المبشر إلى السلطان بالخبر.
قرأتُ هذا الفصل في كتابٍ من بعض الماليك السلطانية إلى بعض أصدقائه.
ووسِّط طُوغان بعد أن ضُرب، فأقَرَّ أن أركماس الدويدار الكبير كان معه قانباي اليوسفي وقرمان، وضرب قانباي وقَرْمان ضربًا مبرحًا، وذكر لي ولي الدين السفطي أنّ السلطان أرسله إلى ابن الدّيرى يستفتيه فى أمر طوغَان وما صدر منه. من الفساد، فأفتاه بجواز قتله، وأرسل له معه النقل بذلك من عدّةِ مواضع، فأمر بتوسيطه لذلك.
ثم اشتدّ الخطبُ على كثيرٍ من الناس ممَّن اتّهمُوا بإخفاء الملك العزيز فكُبسَت بيوتهم ونُهب بعضها، وكان منهم ناظر الدولة أمين الدين بن الهَيْصَم، فلما كان في ليلة الأحد
(١) هي خربة اللصوص بأرض البقاع بين دمشق وبيسان، انظر ياقوت ومراصد الاطلاع، وما جاء في Le Strange:Palestine Under The Moslems، PP.٤١،٤٢٢ ..