معه ولم يسلم غيره، ثم ظهر أنه لم يكن لذلك صحة، ووصلت هديته إلى السلطان بعد أيام فيها مائة - شاش وأشياء كثيرة من تحف الهند واليمن والحبشة -، فقبلها وخلع على قاصده.
وفي يوم الأربعاء السابع والعشرين منه وهو الموافق - للرابع من مسري أوفى النيل ستة عشر ذراعاً وإصبعين، وكسر الخليج في صبيحة يوم الخميس، وباشر ذلك الأمير ناصر الدين محمد ولد السلطان، وصحبته حاجب الحجاب وجمع يسير، وكان يوماً مشهوداً، وكانت الزيادة في هذه السنة من العجائب، فإنه ابتدئ في العشرين من المحرم فكان يزيد قليلاً قليلاً إلى يوم السبت السادس عشر من صفر، فزاد ثمانية ثم زاد اثني عشر إصبعاً، ثم زاد في خمسة أيام ثمانين إصبعاً، في يوم ثلاثين، وفي يوم عشرين، وفي ثلاثة أيام كل يوم عشرة، وفي يوم سبعة عشر أيضاً، فنودي خمسة يوم الوفاء خمسة عشر تعليق الستة عشر وإصبعين فوقها.
وفيها كائنة إبراهيم ابن خطيب القدس وقاضيه جمال الدين بن جماعة، رفع فيه إلى السلطان أنه زور عليه مرسوماً بمرتب، فأحضر إلى القدس وصرف أبوه عن القضاء وحوقق على ذلك -، وجرى لصهره قاضي الحنفية ابن الديري من البؤس وتغير الخاطر ما لا يعبر عنه، وبالغ السلطان في الإنكار على كاتب السر بسبب ذلك.
وفي الأربعاء تاسعه عقد مجلس بالصالحية بسبب شخص قرمي اسمه علي ابن أخي قطلو خجا، حضره القضاة الثلاثة وغاب الحنبلي لضعفه، وكان المذكور رفع أمره إلى السلطان أنه وقع في حق نبينا صلى الله عليه وسلم بكلام فاحش، وأن بعض العوام أنكر عليه فكثر اللغط، فخلصه منهم شهاب الدين ابن عبيد الله الحنفي نائب الحكم، فأنكر السلطان عليه ذلك في يوم الأحد أول يوم ن الشهر عند التهنئة، فاعتذر بأنه خشي عليه من العوام أن يقتلوه، فأكد السلطان عليه في تحصيله، ثم اتفق أن بعض الحجاب