للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو المفسد للجارية، والله يأخذ بحقه ممِّن افترى عليه ورماه بهذا البلاء حتى تمَّتْ عليه هذه المحنة.

وبلغنى أنّ قريبه لم ينفعه في هذه الكائنة بشيء، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

* * *

وفي التاسع منه وصلت بطاقة (١) بالوقعة بين إينال الجكمي والعسكر المصري. وأنّه انهزم، فهرع الناس لتهنئة السلطان بذلك وقد شرحتها قبل فى حوادث الشهر الماضي، وحصل عند المتعَصِّبين للأشرفية قَلق كبير وهَمٌّ بهذه النكاية.

* * *

وفي السابع عشر من ذى القعدة كانت الوقعة يوم الجمعة بين تغرى بَرْمُش -الذي كان نائب حلب- وبين العسكر المصري، وكانوا بعد أن أمسكوا الجكمي توجهوا إلى جهة حماة وبها نائب وقد جمع بها جمعًا جما فكانت الكسرةُ عليه ونُهبَ هو ومن معه. وفَر هو إلى أن التجأ إلى قلعة شَيْزَر، ووصل الخبر بذلك في الخامس والعشرين يوم السبت.

* * *

وفي العشرين من ذى القعدة -وهو التاسع من بشنس من أشهر القبط والرابع (٢) من أيار من أشهر الروم- فشا الموت بالطاعون بالقاهرة بعد أن كان فشا في قُرَى مصر البحريّة، وكثر بالاسكندرية، وترّوجة، والبحيرة، والغربية، وبمنوف، والمحلة، وعدة قرى، ووصل في اليوم بالقاهرة إلى الثلاثين.

ثم وصل في اليوم إلى الخمسين، ثم إلى السّتين، ثم تناقص إلى الأربعين فما دونها، ثم رجع إليها، وأكثره في الرّقيق والأطفال، ثم تناقص إلى العشرين في أوّل ذى الحجة.


(١) البطاقة هى الرسالة، وجرت العادة أن يحملها الحمام الزاجل "الهوادى" انظر صبح الأعشى ٧/ ٢٣١ - ٢٣٥، ١٤/ ٣٨٩.
(٢) التواريخ القبطية والعربية والجريجورية مطابقة لما جاء في جدول سنة ٨٤٢ بالتوفيقات الالهامية.