للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨ - علي بن أحمد بن البصّال (١) الإسكندراني الأصل، نور الدين، كان يتعانى التوقيع في ديوان الإنشاء، واشتغل كثيرًا في عدّة فنون، ولم يكن بالماهر، وسمع من أبي الفرج ابن الشيخة، والشيخ سراج الدين بن الملقّن وغيرهما ومَن قبل ذلك، وكتب بخطّه كثيرًا من تصانيف شيخنا المذكور، وحدّث باليسير، ولازم مجالس الإملاء عندي نحوًا من عشرين سنة، مات في آخر يوم الأربعاء ثالث عشر رجب (٢) وأظنه أكمل السبعين (٣).

٩ - فارس، أمير السرية (٤) التي خرجَتْ من دمشق في الغزاة إلى رودس (٥) فأصابته جراحة فتضعّف منها إلى أن مات في البحر بعد أن رجعوا. وقد ذكر في رسالة برهان الدين.

١٠ - محمد ناصر الدين أبو المعالي ابن السلطان الملك الظاهر جقمق، مات في ليلة السبت سحر الثاني (٦) عشر من ذي الحجة، وكان مولده في شهر رجب سنة ٨١٩، وقرأ القرآن واشتغل بالعلم وحفظ كتبا ومهر في مدّةٍ يسيرة، ونشأ في معاشرة أهل العلم ولازم الشيخ سعد الدين بن الدّيري قبْل أن يلى القضاء، وتردّد إلى كاتبه (٧) بحُسْن ذكائه وصار مشاركًا في علوم، وله محاضرة حسنة بحيث لا يُعلم من أبناء جنسه نظيره، مع التواضع والبشاشة وحسن الشّكل، وأخذ من محيي الدين الكافياجي الرومي وغيره، وكان محبًّا في العلم والعلماء، وولى الإمرة بعد سلطنة أبيه بقليل، وجلس رأس الميسرة، وسكن الغور


(١) جاء في هامش هـ أمام هذه الترجمة بخط البقاعي "ابن خليل بن ناصر بن علي بن طي المشهور قديما بابن السفطي، وأخيرا بابن البصال". انظر أيضًا عنوان الزمان، رقم ٣٣٠، والضوء اللامع ٣/ ١٢١٨.
(٢) اكتفى السخاوي في الضوء اللامع ٥/ ٥٧٠ بأن ذكر أنه مات في رجب سنة ٨٤٧، أما شذرات الذهب ٧/ ٢٦ فقد جعلت وفاته يوم الأربعاء ٢٣ جمادى الأولى، وهذا التاريخ يطابق من حيث الصحة ما جاء في جدول سنة ٨٤٧ بالتوفيقات الإلهامية، ص ٤٢٤، كما أن الأربعاء يطابق ما جاء في نفس المرجع من أن أول رجب كان يوم الجمعة، هذا ويلاحظ أن الشذرات نسبت التاريخ الذي أوردته (وهو الأربعاء ٢٣ جمادى الأولى) إلى ابن حجر، فلعلها استخدمت نسخة أخرى غير المستعملة في تحقيقنا هذا، أو لعله سهو قلم من ابن العماد.
(٣) أضاف البقاعي في تعليقه على ذلك قوله: "بل زاد. كان مولده سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة".
(٤) في الضوء اللامع ٦/ ٥٤٨ "السرحة".
(٥) يقصد بذلك حملة قشطيل الروج، راجع ما سبق ص ٢٠٩ - ٢١٦ وانظر أيضا: H Habashi : Egyptian Expeditions : against Gastelrosso and Rhodes (حوليات كلية أداب عين شمس ١٩٦٨).
(٦) أمام هذا في هامش هـ بخط البقاعي: "إنما هو الثاني والعشرون" ويطابق قول البقاعي التاريخ الوارد في النجوم الزاهرة جـ ١٥ ص ٢٠٥.
(٧) يعني ابن حجر بذلك نفسه ويلاحظ أن العبارة من هنا حتى قوله "والبشاشة وحسن الشكل" غير واردة في نسخة هـ.