للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١ - محمد بن حسن بن علي (١) الشيخ الحنفي الصوفي، ولد سنة ٧٦٧ وحفظ القرآن وسمع على الفرسيسي السّيرة النبوية لابن سيّد الناس بسماعه منه، واشتغل قليلًا، وكان له حانوت على رأس حارة بَرْجَوان يبيع فيه الخيط والحرير والورق، ثم ترك ذلك وتزهّد وأقبل على العبادة وصارت له سوق نافقة جدًّا، واتّصل بالأمير ططر، فلمّا تَسلْطَن عظم أمره، واشتهر ذِكره، ومال الناس إليه، وبنى له زاوية بسويقة السباعين وأقام بها، وكان لا يقوم لأحدٍ من الناس كبيرًا أو صغيرًا، ويعمل المواعيد، واستمر على ذلك إلى أن مات في رابع أو خامس ربيع الآخر ، ووهم من أرّخه في ربيع الأوّل. وكان خيّرًا ديّنًا فقيها عالمًا مسلكا، يعظ الناس ويُعلمهم، وعلى وعظه رفق، ولكلامه وقع، وللملوك فيه اعتقادُ، وهو في حدود الثمانين بزاويته خارج قنطرة ظاهر القاهرة، وبها دُفِن.

١٢ - يحيى بن العبّاس بن محمد بن أبي بكر العباسي، وهو ابن الخليفة السلطان المستعين بالله أمير المؤمنين بن المتوكّل بن المعتضد، مات بعد الظهر الثاني عشر من المحرّم وأخْرِجَتْ جنازته صبيحة الثالث عشر، ودُفِن بالصحراء في حوش اتّخذه لنفسه فدُفن فيه أولاده الثلاثة (٢)، ولم يخلف عير بنتين ولم يبلغ الأربعين وكان قد ترشّح للخلافة لمّا مات عمه المعتضد داود وادّعى أنّ والده داود عهد إليه فلم يتم له ذلك.

وكان من خيار الناس، مشكور السيرة، سليما ممَّا يعاب، ، ولم يخلف ذكرًا، وخلف مالًا جزيلًا فيما قيل.

١٣ - جمال (٣) الدين [بوسف بن محمد بن أحمد] المجبّر التزمنتي، الشيخ جمال الدين، مات في ليلة الجمعة خامس عشر شهر رجب وكان فاضلًا، اشتغل كثيرًا ودار على


(١) لم ترد هذه الترجمة في هـ.
(٢) كلمة "الثلاثة" غير واردة في هـ، ويظهر أنه لا موضع هنا لكلمة "إذ لم ينجب غير بنتين".
(٣) جاء التعليق التالي بقلم البقاعي في هامش هـ: "اسمه يوسف بن محمد بن أحمد" وبهذا الإسم أورده السخاوي في الضوء اللامع ١٠/ ١٢٤٤ حين ترجم له، انظر أيضًا الحاشية رقم ١، ص ٢٢٣.