للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولى في حياة والده قضاء العسكر، وإفتاء دار العدْل، وتدريس الحديث بالشيخونية، وولى بعد وفاة (١) والده تدريس الفقه بها، ومشيخة البهائية الرَّسْلَانية بمنشأة المهراني، وتدريسَ القانبائية بالرملية، وحصل على منحة من جهة الدويدار تَغْرى بَرْدى المؤذى، مع تقدّم اعترافه بإحسان والده له، ومَرضَ مرضًا طويلًا إلى أن قُدّرت وفاته في التاريخ المذكور.

٩ - محمد بن عمر الغمري (٢) مات في يوم الثلاثاء آخر يوم من شعبان بالمحلة الكبرى بالغربية، وكان مذكورا بالخير (٣) والصلاح، وللناس فيه اعتقاد، وعَمَّر في وسط سوق أمير الجيوش جامعًا فعاب (٤) عليه أهل العلم ذلك، وأنا كنْتُ مِمَّنْ راسله بتْرك إقْامة الجمعة فيه فلم يقْبل واعتذر بأن الفقراء طلبوا منه ذلك، وعجّل بالصلاة فيه بمجّرد فراغ الجهة القبلية، واتّفق أن شخصًا من أهل السوق المذكور يقال له بلبل تَبَرَّع من ماله لعمارة المئذنة، ومات الشيخ [الغمري] وغالب عمارة الجامع لم تكمل.

١٠ - (٥) محمد بن محمد بن عبد الله سعد بن بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد، الشيخ شمس الدين، ابن قاضي القضاة كمال الدين بن الدّيري القدسي الحنفي. وُلد (٦) سنة ٧٧٥ وحفظ القرآن وتفقّه بأبيه والكمال الشرائحى، وأخذ النحو عن المحبّ بن الفاسي والشيخ عبد الله الزغبى، والأصول عن والده كما أخبر أخوه ـ على المحدّث ابن أبي الخير بن العلائي، وقدم القاهرة مرارا. وحجّ سنة ٨٤٨ وعاد إلى القدس مريضا فتوفى (٧) في ليلة السبت الثالث عشر من جمادى الآخر، وله نظم منه:


(١) وكانت وفاته سنة ٨٣٥.
(٢) سمي بذلك نسبة لمولده سنة ٧٨٦ ببلدة منية غمر التي هي من القرى المصرية القديمة. انظر عنها القاموس الجغرافي، ق ٢. ج ١، ص ٢٦٣.
(٣) جاء في هامش هـ بخط البقاعي: " كان يذكر المناكير، وأصحابه كذلك إلى الآن. لكن نقل عنه أنه أتني في بعض تأليفه على الحلاج، فإن كان ذلك صحيحا فيابئس ما صنع، فإن كفر الحلاج أثبت من ضوء النهار، لأنه أجمع عليه، وقتل بسيف الشرع بإجماع فتاوي اهل عصره حتى الجنيد وأبي العباس رأس الشافعية ".
(٤) في رأى السخاوى في الضوء اللامع ج ٨، ص ٢٣٩، س ٢ ان الناحية التي اقيم فيها هذا الجامع كانت مفتقرة إليه.
(٥) خلت نسخة هـ من هذه الترجمة.
(٦) الوارد في الضوء اللامع ٩/ ٣٠٦ انه ولد في سنة ٧٧٠.
(٧) في الضوء، نفس الجزء والصفحة أنه مات في أواخر جمادى الآخرة.