للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها أَحضر قاضي القضاة الحنفية (١) جار الله ابراهيم الحلوانى الواعظ، فعزّره وسجنه ومنعه من الكلام، وذلك أَنه كان يوما في ميعاده يقرأُ بالجامع الأَزهر فأحضر له شخص يقال له القدسي كتابا فيه من مناقب الشافعى وقال له: "أَمَرك القاضي برهان الدين بن جماعة أَن تقرأَ هذا الكتاب على الناس" فقرأَه، فمرّ فيه أَن شخصا رأى النبي في المنام وهو يقرأُ هذه الآية (٢) ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾.

وأَشار عند قوله: "هؤلاء" إلى أَبي حنيفة وأَتباعه، وببقية (٣) الآية إلى الشافعي وأَصحابه (٤).

فبلغ ذلك بعض الحنفية فشكوه إلى جار الله فأَحضره وعزّره، وأَحضر القدسي فحلف أَن ابن جماعة لم يأمره بشئ من ذلك وإنما اقترح هو ذلك من قبل نفسه، وأَراد أَن يُسمع الناس مناقب الشافعي ولم يعرف أَن فيها هذه القصة. فعزّره الحنفى أَيضا وسجنه، ثم سعى الشيخ سراج الدين البلقيني في أَمر الحلواني إلى أَن أَخرج من السجن وأَقام في منزله ممنوعًا من قراءة الميعاد (٥)، ثم سعى هو حتى أُذن له في الكلام على عادته وأَعانه برهان الدين بن جماعة.

* * *

وفيها سعى كمال الدين -سبط صلاح الدين الخروبي- في الوزارة، وذلك أَنه نشأَ تحت (٦) الكتابة والمباشرة، فتكلم مع فقيه الأَمير خضر أُستادار بركة فأَحضره خضر عند بركة وقرر أَمره، وأَن يكون كمال الدين وزيرًا وزوج خالته ابن السقطي ناظرًا للدولة وفقيهُ حضر ناظرَ الخاص وكرائى بنُ خاص ترك شادَّ الدواوين: وشخصٌ دلال بالوراقين -كان يصحبهم- مقدم الدولة.

وضمن [كمال الدين] للأَمير بركة تكفية الدولة ستة أَشهر بشرط أَن يُسلم له خاله


(١) ساقطة من ز.
(٢) سورة الأنعام ٦: ٨٩.
(٣) عبارة "وببقية الآية إلى الشافعي وأصحابه" ساقطة من ز.
(٤) على هامش ٤١ ا فى نسخة ظ العبارة التالية بخط ابن حجر نفسه " المنام مشهور وليس فيه لأبي حنيفة ذكي وإنما فيه لنسر المرسى" وقد وردت أَيضا بنصها في هامش هـ.
(٥) ف ل، ز، هـ "البخاري".
(٦) "يحب" في ز، هـ.