للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمثل كائنته ونُهب جميع ما عنده، وأُهين هو وضُرب بالمقارع بحضرة السلطان وباع موجوده إِلى أَن بلغ من حمُل من منزله ثلاثمائة أَلف دينار.

وأَمر السلطانُ الوزير أَن يباشر نظر الخاص فامتنع وأَصرّ، فاستقر في نظر الخاص أَبو الفرج موفق الدين الذي تقدم ذكر إِسلامه قريبا.

ثم أُعيد الضرب على ابن البقرى في ذى القعدة فضُربَ على رجليه ثلاثمائة عصا وعلى ظهره مقترحًا مثلها وعلى إِسته مثلها، وصار من شدة الضرب يمرّغ وجهه في الحصى إِلى أَن أَثَّر ذلك في وجهه أثرًا لم يزل إِلى أَن مات بعد دهر طويل، وأَثَرُ ذلك ظاهر فيه.

* * *

وفى رجب جُدِّد للمحمل ثوب أَطلس معدني مرصّع وعمل عليه رنك السلطان وذلك بعناية الخليلي.

وفيه دخل السلطان المرستان المنصوري بين القصرين وعاد المرضى وسأَل عن أَحوالهم.

وفى شوال أُطلق إِبراهيم بن قطلقتمر وأَرسله السلطان إِلى والده، وشَفع سودون في الخليفة وفكَّ قيده، ثم في ذى الحجة أُسكِن في بيت الخليلي بالقلعة وأُذن لعياله في الاجتماع به.

* * *

وفي رمضان أَمر السلطان بِإطلاق مَن في الحبوس من أَهل الديون، وقام جركس الخليلي في المصالحة بينهم.

وفى صفر ولى مسعود قضاءَ حلب وعُزل ابن أَبي الرضا، فباشر خمسة أَشهر ثم رافعوه فعُزل وحُبس بالقلعة.

وفيها استقر برهان الدين بن جماعة في قضاءِ الشام بعد موت ولّى الدين بن أَبي البقاءِ، وقرأْت بخط. تقى الدين الزبيرى وأَجازنيه: "إِنه استقر به في وظائفه التي بالقدس فاستناب فيها، وباشر القضاءَ بدمشق بعظمة ورياسة، واشترى بها بستانا بالمزّة وصرف على عمارته مالا كثيرا، ووقع بينه وبين إينال اليوسفى فانتصر البرهان"، انتهى.