للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من هذا المكان ومن الذي فوق الجبهة أيضا. وهدم الأبنية والحوانيت المستجدة هناك.

وفيها شكى الحاج من أمير الركب الدمشقى لنائب الشام فرسم (١) عليه، فدخل الحمام فجُب ذكره وأُنثياه بالموسى فحُمل مغشيا عليه، فلما رآه النائب أمر بإطلاقه إلى منزله، فبقى مدة متمرضا ثم أفاق وعاش. وهو ابن آقجبا (٢).

وفي ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول خَسف القمر واستمر إلى التسبيح.

* * *

وفى هذه السنة مَلَك اللنك - واسمه تيمور - بفتح المثناة وسكون التحتانية وضم الميم وسكون الواو بعدها راء - ومعناه بالعربية حديد - بن ترغاى بن ألغاى المغلى وأصله من كَشّ (٣) - مدينة مشهورة مما وراء النهر - بينها وبين سمرقند يوم واحد، ويقال إن أمه أوجدته من ذرّية جنكزخان، ومولده على (٤) ما كان يذكر - في سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة.

وكان أبوه من الفلاحين، ونشأ [تيمور] هذا (٥) خاملًا إلَّا أنه كان قوى القلب شديد البطش، ذكيًّا فطنا مطبوعًا على الشر، ولما بلغ أشدّه وترعرع (٦) صار يتحرَّم، فسرق مرة غنمًا، فرماه راعيها بسهم فأصاب (٧) رجله فعرج منه: فمن حينئذ قيل له: اللنك.

ثم انضمت إليه طائفة فصار يقطع الطريق.

ويقال إنه كان ببلدهم عابد يقال له شمس الدين الفاخوري، ولأهله (٨) فيه اعتقاد زائد، فقصده اللنك فزاره وأهدى له ماعزًا وقعد بين يديه وسأله أن يدعو له بأمورٍ يتمنّاها، فدعى له بأن تُقضى حاجته، فكان لا يتوجه إلى جهة فيرجع خائبًا، وكان يلهج بأنه سيملك البلاد ويبيد العباد.


(١) الترسيم في الأصل أمر يصدر من صاحب السلطة بوضع شخص معين موضع المراقبة تمهيدا لإنزال العقاب به.
(٢) ورد هذا الاسم بصور مختلفة في المراجع التي رجعنا إليها، فهو في إعلام ابن قاضي شهبة، ورقة ٢٠٩ ا "أقجابا"، وفى نسخته المخطوطة بالمتحف البريطاني بلندن "أقجاه"، وفى ك "أقجا"، وفى ز "أقحبا"؛ والرسم الوارد بالمتن وفق ما ورد في المنهل الصافى ١/ ٢٣٩ حيث نرجم لشخص يدعى "اقجبا بن عبد الله الحموى" وإن لم يكن في ترجمته ما يدل على أنه هو المقصود في الخبر أعلاه.
(٣) كش قرية على بعد ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، والضبط من ياقوت: المعجم ٤/ ٤٦٢ ومراصد الاطلاع ٣/ ١١٦٧، انظر أيضا لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية، ص ٥١٢، وابن عرب شاه: عجائب المقدور، ص ٤ - ٥.
(٤) عبارة "على ما كان يذكر" غير واردة في ظ.
(٥) ساقطة من ز.
(٦) ساقطة من ظ.
(٧) "فأصابت" في ز.
(٨) "لأهلها" في ز، هـ، وراجع عن الفاخوري: عجائب المقدور، ٤.