للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها السلطان لجنايةٍ صدرتْ منهما، فكانا حاقديْن عليه، فانضمّا إلى اللنك فكثر جمعه.

واتفق في تلك الأيام خروج طائفة من أهل (١) المغل على قمرخان (٢) صاحب هراة، فجمع (٣) لهم والتقوا فهزموه، فبلغ ذلك اللنك فسار إليهم وصاروا على كلمة واحدة، فتوجه صاحب هراة إلى بلخ (٤)، وتوجه اللنك بمن معه إلى سمرقند فنازلها، فصالحه النائب بها - - واسمه على شير (٥) - على أن تكون المملكة بينهما نصفين، فأقرّه بسمرقند وتوجه إلى بلخ فتحصن السلطان منه، فحاصره إلى أن نزل إليه بالأمان فقبض عليه وتسلّم البلد ورجع إلى سمرقند فدخلها أمنا وذلك في أوائل هذه السنة: سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، فأقام رجلًا من ذرية جنكزخان يقال له "سرغتمش" (٦) وكانت السلطنة يومئذ قد انتهت إلى طقتمش خان بالدَّشْت (٧) وتركستان، فبلغه ما اتفق لسلطان هراة فجمع العساكرَ وقصد اللنكَ بسمرقند، فالتقوا بين سمرقند وخُجُندة (٨) فكانت الكسرة أولًا على اللنك ثم عادت على طقتمش خان فانتصر اللنك (٩)، ويقال إنه كان في عسكره عابد يقال له "بركة"، فلما رآى اللنكُ الهزيمة تمسّك به فصاح على عسكر (١٠) طقتمش خان فانهزموا؛ ويحتمل أن يكون هذا من وضع (١١) بعض من يتعصب للّنك، ويحتمل الصحة ليقضى الأمر المقدور و ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا﴾ (١٢)


(١) ساقطة من ز.
(٢) في ز "تمرخان".
(٣) عبارة "فجمع … صاحب هراة" ساقطة من ز.
(٤) بلخ من أجل مدن خراسان، كما في ياقوت: المعجم ١/ ٤٧٩ و مراصد الاطلاع ١/ ٢١٧. وقد ذكر لي سترانج: بلدان الخلافة الشرقية ص ٦٤٢ أنها تعرف بأم البلاد ثم ذكر ما قاله اليعقوبي عنها، وتعرض لتاريخها بالتفصيل بناء على ما ورد في المصادر العربية والمراجع الغربية، فانظرها هناك.
(٥) في ز "أسير" وقد دأبت هذه النسخة على رسمه بهذه الصورة كلما ورد اسمه.
(٦) في ل "صرقتمش" وفي هـ "شير عثمان".
(٧) الدشت بالفتح ثم السكون قرية من قرى أصبهان، وتطلق أيضا على بليدة في وسط الجبال بين إربل وتبريز، راجع مراصد الاطلاع ٢/ ٥٢٧.
(٨) الضبط من ياقوت المعجم ٢/ ٤٥٦ ومراصد الاطلاع ١/ ٤٥٣، وضبطها ياقوت ٢/ ٣٤٧ بفتح الجيم وهي بلدة مشهورة فيما وراء النهر على شاطئ سيحون وهى أول مدن فرغانة من الغرب، انظر لسترانج: شرحه، ص ٥٢٢ - ٥٢٣.
(٩) ذهب العزاوى في العراق بين احتلالين ١/ ١٢٥، إلى تخطئة ابن حجر في جعله انتصار تيمورلنك في هذه السنة.
(١٠) في ظ "عسكره".
(١١) في ز "رجيع".
(١٢) سورة آل عمران: آية ١٧٨.