ذلك ابنَ الأَحمر فأَخرج أَبا العباس ليرسله إلى فاس، ثم بدا له فردّه إلى الاعتقال، فأَرسل الواثق محمد بن أَبي الفضل ابن السلطان أَبى الحسن فتوجّه إلى فاس فملكها في شوال سنة ثمانٍ وثمانين وقبض على المنتصر وبعثه إلى ابن الأَحمر؛ ثم أَرسل عسكرا فأَخذوا سبتة فبلغ ابن الأَحمر فغضب، وطلب أَبا العباس فأُركب البحر من ما لقة إلى سبتة فوصلها في صفر سنة تسع وثمانين فاضطرب من فيها فاستولى على سبتة.
ثم سار إلى طنجة فملكها ثم نازل فاس فملكها، وكان القائم في تلك الأُمور كلها الوزير مسعود فقبض عليه وعذَّبه ثم قطَّعه قطعا، ولم يزل السلطان أَبو العباس تتقلَّب به الأُمور إلى أَن مات في المحرّم سنة ست وتسعين، فقام بعده ابنه أَبو فارس فلم تطل مدّته ومات سنة ثمان وتسعين فقام أَخوه ومات يوم الفطر سنة: تسع وتسعين، ثم قام أَخوهما أَبو سعيد عثمان (١).
٤ - أحمد بن محمد بن أَبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن أَبي جعفر الحفصى الهَنتاتى صاحب بلاد تونس وإفريقية وغير ذلك من بلاد المغرب، والهنتاتي - بفتح وسكون النون بعدها مثناة وبعد الأَلف مثناة أُخرى - يكنى أَبا العباس، وكان يقال له "أَبو السباع".
ولى المملكة سنة اثنتين وسبعين في ربيع الأَول، وكل من ذُكر في محمود نسبه وَلِيَ السلطنة إلَّا أَبوه وجد أَبيه، مات في شعبان واستقر ولده أَبو فارس عبد العزيز.
٥ - أحمد بن يعقوب الغماري المالكي، كان فاضلًا في مذهبه، درّس وأَفتى وولى قضاءَ حماة ثم صرف فأَقام بدمشق إلى أَن مات في ذى القعدة عن نحو من ستين سنة.
٦ - أبو بكر بن محمد بن الزكى عبد الرحمن المزى، تقى الدين بن أَخى الحافظ جمال الدين، سمع الحجار والمزِّى وغيرهما وحدّث. مات في المحرم عن خمس وسبعين سنة.
(١) جاء بعد هذه في الأنباء "أحمد بن أبي سالم بن أبي الحسن بن أحمد بن أبي عنان المريني صاحب فاس، كان يلقب المنتصر أمير المسلمين هو الذي قبله" يعنى بذلك صاحب الترجمة رقم ٣، ثم جاء بعدئذ أيضا قوله: "أحمد بن عبد القادر بن أبي العباس الدمنهوري الأديب المعروف بالشاطر صاحب النظم الفائق. تقدم في سنة "٧٨٨" راجع ما سبق.