للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ضُرب يلبغا الزيني - والى الأَشمونين - بالمقارع بحضرة السلطان لكثرة ما شكاه أَهل البلاد التي كان كاشِفها.

* * *

وفيها في ربيع الآخر قدم سلطان (١) تبريز جلال الدين حسن بن أويس إلى القاهرة، وهو ابن أَخي أَحمد الذي قدم قبل ذلك بمدّة فأَكرمه [السلطان] الظاهر، ثم طلق بنت عمه وأَمره أن يتزوّجها فتزوجها، وكان أَبوه صاحب تبريز، وكان فدومه هو بأَمر عمْه لأَنه بلغه أَنه قبض على جماعةٍ من أَقاربه وأصحابه فأَقام بالقاهرة. وقدم مسعود بن محمد الكججاني من تبريز هاربًا من تمر - فيما زعم - ثم ظهر بعد مدّة أَنَّه جاسوس من قبل اللنك، ولم يفطن له حينئذ (٢).

* * *

وفيها حضر طولو الذي كان توجَه رسولًا إلى طقتمش خان، وذلك أَن اللنك وصل إليهم بعد قدومه بيسير فذكر ما تقدم، وهرب طولو إِلى السراى.

* * *

وفيها وقع الخلف بين ملوك الروم وذلك أَن مراد بن عثمان لما قُتل في السنة الماضية عهد إلى ابنه أبي يزيد بالمملكة وأَمر بقتل ابنه الآخر صوجي لأَن أُمه نصرانية فقُتل، فبلغ ذلك ملوكَ الروم - وكانت منقسمة بين ست ملوك منهم: ابن قرمان وعيسى بك وغيرهما -، فاجتمعوا وحاربوه فكانت النصرة له وأَسر الجميع فأَوقفهم بين يديه فلم يعاقب (٣) منهم سوى عيسى بك - وكان عريقا في المملكة ولديه علم - ثم أَفرج عنهم جميعا وأَمرهم أَن يتوجهوا بأَحمالهم وأَموالهم وأَهاليهم إلى أَن أنزلهم بمدينة إربل (٤). ولم يتعرّض لشيءٍ مما معهم، وولَّي في ممالكهم أناسا من جهته إلا ابن قرمان فإِن أخته كانت تحته فشفعت فيه.


(١) في ز "سلطان ولد بن جلال الدين"، انظر نزهة النفوس، ورقة ٤٦ ب.
(٢) لم يرد ذكر لهذه القصة في ابن الفرات، ٩/ ٤٠٤.
(٣) في ز "يعاتب".
(٤) في ز "أزبك".