للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاتفق أَن السالمي لقى العبادي ماشيا عند الركن المخلَّق فنزل عن فرسه وأَمسك كمه وقال له: "طلبتك إلى الشرع" فقال له العبادي: "بل أَتوجه معك إلى السلطان" فجرّه بكمه (١) فقال له: "كفرت"، ثم دخلا المدرسة الحجارية وحضرهما ابن الطبلاوى وغيره، فكثر بينهما [الكلام ففضَّ ابن الطبلاوى المجلس وقال للسالمي: "متى طلبتَ الشيخ شهاب الدين أَحضرْتُه لك" وطلع يلبغا إلى السلطان وسأَله في عقد مجلسٍ فعُقِد له في ثامن رجب، فادّعى السالمي على العبادي أنَّه كفَّره فأَنكر فأَقام عليه البيّنة، فحكم المالكي بتعزيره وعَزَله الحنفى من نيابته، ثم اختلفوا في صورة تعزيره فقال علاءُ الدين بن الدماصي قاضي القدس الحنفى: "التعزير للسلطان" فانفض المجلس.

ثم أَرسله إلى الحنفى فكشف رأْسه قُدَّام السلطان وأَمر بإخراجه كذلك إلى حبس الديلم ثم إلى حبس الرحبة، ثم ضُرب بحضرة ابن الطبلاوى تسعةً وثلاثين ضربة تحت رجليه وهما في القلعة، ثم شَفع الشيخ سراج الدين البلقيني فيه عند السالمي فأَفرج عنه.

* * *

وفى رجب استقر تاج الدين الميمونى شيخ القوصونية عوضا عن الشيخ نور الدين الهوريني. وفى (٢) شعبان عمل السلطان الوقت بدار العدل وكان قد عطل منذ مدة.

وفى شعبان أَعاد السلطان على مودع الأَيتام ما كان اقترضه منهم عند توجهه إلى السفرة المقدم ذكرها.

* * *

وفى حادي عشر شعبان أَعيد القاضي صدر الدين المناوى إلى القضاء وصُرف بدرُ الدين ابن أَبي البقاء ونزل الصدر في موكبٍ حافل ومعه أكثر الأُمراء، وكان برهان الدين المحلِّى - كبير التجار - قد تعصّب له وسعى له إلى أن التزم عنه بمالٍ جزيل.

* * *

وفيه أُحضر من دمياط قطعة من مخ سمكة يدخل في كل عين منها رجل ضخم.

* * *


(١) في ز "بلمته" ولكنه وارد أيضا "بكمه" في نزعة النفوس ٤٧ أ.
(٢) خلت نسختا ز، له من إيراد هذا الخبر، لكن راجع ما سبق، ص ٤٨٩، س ١٤.