للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قبض على محمود وسُلّم لابن الطبلاوى في جمادى الأُولى، وشرع (١) في تتبّع ذخائر محمود إلى أَن حصل للسلطان منها بعناية سعد الدين بن غراب كاتب محمود ودلالته ما ينيف على أَلف أَلف دينار ما بين ذهب وفضة وغير ذلك، ثم سُلم محمود لفرج شاد الدواوين في جمادى الآخرة فعصره ثم تسلَّمه ابن الطبلاوي فعصره أَيضا فأَصرّ على عدم البذل.

* * *

وفيها استقر أبو الفرج الملكي الذي كان صيرفيا بقطيا ناظرًا بها وواليا وضمنها في كل شهر بمائة ألف وخمسين ألف درهم (٢)، قيمتها إذ ذاك ستة آلاف دينار.

وفيها وقع بين الشريف حسن بن عجلان أَمير مكة وبين بني حسن وقعة هائلة كسرهم فيها وشتت شملهم وعظمت منزلته يومئذ وقام في قمع المعتدين وإصلاح أَحوال الحجاز.

* * *

وفي (٣) جمادي الأُولى هرب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي من القاهرة إلى بلاد الروم وكانت بيده عدّة وظائف بدمشق وتدريس الصلاحية ببيت المقدس.

وكان السبب في هروبه أَنه كان يتحدّث عن قطلوبك بالشام في مستأْجراته ومتعلقاته بدمشق، فزعم أَنه تأَخر عنده مال كبير فتحاكم معه عند السلطان فرسم عليه فهرب، ولما تحقَّق هزيمته استقر في تدريس الصلاحية الشيخ زين الدين أبو بكر القمنى وتفرّق الناس وظائفه، ووصل هو في هربه إلى أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم فاتفق أَنه وجد عنده تلميذًا هناك يقال له "شيخ حاجى" كان قد قرأَ عليه القرآن بدمشق، فعَرّف الملكَ بمقداره فعظّمه وأَكرمه ورتَّب له في كل يوم مائتي درهم وساق له عدة خيول ومماليك.

* * *

وفي جمادى الآخرة استقر الشيخ زاده الحُرَيْزَانِي (٤) شيخ الشيخونية عوضا عن بدر


(١) يعنى بذلك ابن الطبلاوى.
(٢) راجع تاريخ ابن الفرات ٩/ ٤٣١، س ١٧.
(٣) أمامها في هامش ز "نقل الشيخ شمس الدين الجزرى إلى البلاد الرومية" و في هـ "تهريب الحزوى إلى ابن عثمان".
(٤) في ز، هـ "الخراساني".