للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستقر الشيخ سراج الدين بن الملقن في تدريس قبة الصالح، وشهاب الدين التحريري في النظر عليه مكانه.

* * *

وفيه خرج أَهل دمشق للاستسقاءِ لما كان أَصابهم من الغلاءِ، فلما رجعوا وجدوا ابن النشو فرجموه حتى مات، وكان (١) يحتكر الغلال بالجاه، وراح دمه هدرا، وكان ابن النشو هذا يقال له ناصر الدين محمد (٢) يتولى شدّ المراكز، وولى إمرة طبلخاناه، وكان أَصله سمسارا فلما تأَمّر صار يحتكر (٣) ولا يبيع أحدٌ شيئًا من الحبوب إلَّا بعد مراجعته، وكان قتلُه والنائبُ فى الصيد فلما رجع كوتب مِن عند السلطان بتتبّع مَن فعل ذلك وتوسيطه، فحصل لكثير من الشاميين أذًى وكتبوا فيه محضرًا بما كان يبدو من المذكور من الفجور وكلمات الكفر والجور المفرط والظلم الظاهر، فلطَّف النائبُ القضيةَ حتى أَعفى الناسَ من ذلك.

* * *

وفى رجب شرع يلبغا السالمي في تجديد عمارة الجامع الأَقمر، فأَقام منارته وعمل فيه فسقيةً وجدّد فيه خطبة في رابع رمضان.

* * *

وفى ثامن شعبان - الموافق لحادى (٤) عشر بشنس - أَمطرت السماءُ برعدٍ وبرق حتى صارت القاهرة خوضا فكان ذلك من العجائب، ودام (٥) ذلك في ليالي متعدّدة، وقد وقع مثلُ ذلك بل أَعظم منه في مثل زمانه سنة سبع عشرة وثماني مائة في سلطنة الملك المؤيد.

* * *

وفى شعبان (٦) صُرف قديد من نيابة الاسكندرية إلى القدس بطالًا، واستقر صرغتمش الخاسكي - أَميُر جندار - في النيابة بها.


(١) من هنا حتى نهاية الخبر غير وارد في ظ، لكن راجع ابن الفرات ٩/ ٤٦٢.
(٢) في ز "محمود".
(٣) في ز "يحتكم".
(٤) حسب ما ورد فى جداول التوفيقات الالهامية، ص ٤٠٠، فان الثامن من شعبان يوافق الثاني عشر من بشنس.
(٥) بقية هذا الخبر غير وارد فى ظ.
(٦) في ز "رمضان"، والصحيح ما هو ثابت بالمتن بعد مراجعة نزهة النفوس، ورقة ٥١ ب.