للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٣ - عبد الله بن سعد بن عبد الكافى المصرى ثم المكى المعروف بالحرفوش (١) وبعبيد، جاور بمكة أكثر من ثلاثين سنة، وكان للناس فيه اعتقادٌ زائد، واشتهر عنه أنه أخْبر بواقعة (٢) الإسكندرية قبل وقوعها ومات في أوائل هذه السنة. رأيتُه بمكة وثيابه كثياب الحرافيش وكلامه كذلك. جاوز الستين.

٤٤ - عبد الله بن أبي عبد الله السَّكُونى (٣) المالكي جمال الدين، أحد المدرسين في مذهبهم (٤)، مات في ربيع الآخر.

كان بارعًا في العلم مع الدين والخير، أخبر أنه رأى النبي لمَّا تجهز الأشرف للحج في المنام وعمر يقول له: "يا رسول الله، شعبان بن حسين يريد أن يجئ إلينا"، فقال: "لا ما يأتينا أبدًا"، قال: "فلم يلبث الأشرف أن رجع من العقبة". ودرّس جمال الدين بالأشرفية (٥) بتدبير بهادر المنجكي إلى أن مات.

٤٥ - عبد الله بن محمد الساعاتي المؤذن بالجامع الأموى، انتهت إليه الرئاسة في فنه ومات في ذى الحجة وقد قارب الثمانين.

٤٦ - عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق بن إسماعيل بن أحمد الصالحي الذهبي الحنبلي


(١) أورد له السخاوى فى الضوء اللامع ٥/ ٦٨ بعض أناشيده ومنها:
نحن الحرافيش لا نهوى على الدور
ولا بدروز نشهد ولا نشهد بشهادة زور
نقنع بكسرة وخرقة في سبد مهجور
من ذا الفعال فعاله، ذنبه مغفور.
(٢) يقصد بذلك هجوم القبارصة بقيادة بطرس اللوزنيانى على الإسكندرية في الثالث من أكتوبر ١٤٦٧ م، وهو الهجوم الذى استمر أسبوعا وخربها القبارصة فيه ثم صارت نيابة بعد أن كانت ولاية، وقد ترك لنا وصف هذه الوقعة المؤرخ النويري في كتابه الإلمام بما جرت به الأحكام المقضية في واقعة الأسكندرية في سنة سبع وستين وسبعمائة"، وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة تحت رقم ١٤٤٩ تاريخ، راجع أيضًا حسن حبشى: هجوم القبارصة على الإسكندرية، المجلة التاريخية المصرية، ج ١٥، ١٩٦٩، ص ١ - ٣٥.
(٣) في ز السلسونى، وفى هـ، والسخاوى: الضوء اللامع ٥/ ١٠٥ "السكسونى". والضبط أعلاه من الشذرات ٧/ ٨ حيث قال إنه نسبه إلى سكون: بطن من كنده، هذا وقد جاء فى القلقشندى: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ٥٩ نقلا عن الجوهرى إنهم بطن من كندة غلب عليهم اسم أبيهم. فقيل السكون.
(٤) أي في المذهب المالكي.
(٥) تنسب هذه المدرسة إلى الأشرف شعبان بن حسين، وكانت تجاه طبلخاناه قلعة الجبل بالقاهرة، وظلت قائمة حتى هدمها السلطان فرج بن برقوق، وقد أقام المؤيد مكانها مارستانه الذي تحول سنة ٨٢٥ إلى جامع، انظر المقريزي: الخطط ٢/ ٤٠٧