للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونَوْروز رأسَ نوبة، وسودون دويدارًا، وتَمْرَاز [الناصري] أَميرَ مجلس؛ ثم اتفق رأْيهم على غزو الشام وخالفهم في ذلك بعض المماليك.

* * *

وفى تاسع عشر ربيع الآخر (١) قُبض على سعد الدين بن غراب ناظرِ الخاص وأَخيه الوزير (٢) وابن قُطَيْنة وعلاءِ الدين شاد الدواوين وقطلبك الأَستادار، وكان ابن غراب زوجَ ابنته. واستمر بدر الدين الطوخي فى الوزارة، وشرفُ الدين الدّماميني في نظر الخاص والجيشِ ثم صُرف بعد سبعة أَيام، وأُعيد ابن غراب وأَخوه إِلى وظائفهما، وتسلم (٣) الطوخيَّ وابنَ الدماميني. ثم استقر ابن الدماميني في قضاءِ الإسكندرية، واستمر أَخوه محتسبًا، ثم أُفرِج عن قطلبك وابن قطينة وشادِّ الدواوين: على مال.

وفى أَواخر ربيع الآخر استقر الشيخ أَبينا (٤) التركماني في مشيخة سرياقوس عوضًا عن أَصلم بن نظام الأَصفهاني، واستقر الشيخ شرفُ الدين التبّاني في مشيخة القوصونية عوضًا عن أَبينا.

* * *

وفي ليلة الخميس العاشر من جمادى الأُولى حصل بمكة مطر عظيم انصبّ كأَفواه القرب، ثم هجم السيل فامتلأَ المسجد حتى بلغ إِلى القناديل وامتلأَت، ودخل الكعبة من شقّ الباب، وكان في جهة الصفا مقدارَ قامة وبسطة، فهُدم من الرواق الذي يلى دار (٥) .... عدة أَساطين، وخربت منازل كثيرة، ومات في السّيل جماعة.

وفى هذا الشهر تجهَّز تُنُم ومن معه للسفر إِلى جهة الديار المصرية، فبلغ ذلك أَهل مصر فحصّنوا القاهرة بالدروب، وتوجّه عسكر الشام في العُشر الأَوسط من جمادى الأُولى إِلى غزة.


(١) "الأَول" في السلوك، ١٥ ب.
(٢) هو فخر الدين بن ماجد بن غراب، انظر عنه. wiet : op. cit. No. ١٩٤٩.
(٣) الضمير هنا عائد على أزبك رأس نوبة، انظر السلوك ١٥ ب.
(٤) "أنبيا" في السلوك ١٦ ا، و "أنبياء" في عقد الجهان لوحة ٩٧، وكان نقله من خانقاه قوصون، ولكن الصواب ما أثبتناه في المتن.
(٥) فراغ في الأصول.