للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ثامن عشر جمادى الأَول صُرف (١) بدر الدين العيني عن الحسبة واستقر تقى الدين المقريزي.

وفى ثامن جمادى الآخرة استقر نور الدين الحكْري في قضاءِ الحنابلة،، وصُرف موفق الدين بن نصر الله.

وفيها أَرسل الأُمراءُ من مصر المهتارَ عبدَ الرحمن للكرك نائبا بها، وأُمِر بالقبض على سودون (٢) الظريف من غير أَن يعلم، فأَظهر أَنه حضر بسببٍ اخترعه، فلما وصل إليها استشعر النائبُ بذلك فركب عليه فهرب فكبس منزله فوجد فيه التقليد، فوقعت فتنة كبيرة قُتل فيها قاضي الكرك وموسى بك والقاضى علاء الدين وجماعة من أَكابر البلد.

وفى صفر وقع الوباء بالباردة والسعال ومات منه جماعة واستمر إِلى نصف السنة.

وفى رابع رجب خرج الملك الناصر فرج ومَن معه (٣) من عساكر مصر إِلى جهة الشام لمحاربة المخالفين (٤)، وسار السلطان في ثامن الشهر المذكور، واتفق خروج تنم نائب الشام من دمشق بعد مَنْ تَقَدَّمه من العساكر فى تاسع رجب، وسار من قبة يلبغا يوم الحادي عشر منه فوصل إِلى غزة في ثامن عشره، فالتقى جاليش السلطان بجاليش


(١) ذكر العيني في عقده، لوحة ٩٩ - ١٠٠ أَنه عزل نفسه بنفسه وذلك أَن سودون الدوادار لما استقر في الدوادارية احتاط على جميع موجود أَيتمش، ومن جملة ما وجد له في شونته ستة آلاف إردب قمح وألف إردب حمص وألف إردب فول، وكان سعر إردب القمح إذ ذاك يساوي ٣٥ درهمًا قال: "فطلبني المذكور وقال: بع هذا القمح كل إردب بسبعين درهمًا، فقلت له: العادة في ذلك أَن يباع بقطع السعر من أرباب الخبرة من الطحانين والسماسرة، فلما سمع ذلك اختبط وغلبت عليه طبيعة الطمع والجور، فلما رأيته لا يرجع إِلى الله ورسوله أجبت له وفق ما قال طلبًا للخلاص من ظلمه وبعدًا عن رؤية وجهه، فخرجت من عنده وجئت إِلى الأميرجكم العوضي من أعز أصحابي وأكبر ملاذى فحكيت له ما جرى وأشهدته على نفسي بأني تركت الوظيفة".
(٢) كان موته بالتوسيط فى رجب سنة ٨٨٢٤ هـ، راجع عن ولاياته الضوء اللامع ٣/ ١٠٧١.
(٣) كان ممن معه من مقدمي الألوف نوروز الحافظي وبكتمر الركني المعروف بباطيًا وتمراز الناصري ويلبغا الناصري.
وسودون الدوادار وسيدي سودون وشيخ المحمودي، راجع النجوم الزاهرة (ط. القاهرة) ١٢/ ٢٠٠.
(٤) وعلى رأسهم أَيتمش ونائب الشام.