للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرأتُ عليها الكثير من الكتب والأَجزاء بالصالحية، ونعم الشيخة كانت. ماتت في شعبان وقد جاوزت الثمانين (١).

٩١ - قطلوبغا التركي [المفتى] (٢) الحنفي أَحد مشايخهم. مات بالقاهرة.

٩٢ - محمد بن إبراهيم بن إِسحق بن إِبراهيم بن عبد الرحمن السلمى المناوي (٣) ثم القاهري، قاضي القضاة صدر الدين أَبو المعالى، وُلد في رمضان سنة اثنتين وأَربعين، وأَبوه حينئذ ينوب في القضاء عن عز الدين بن جماعة، وأُمه بنت قاضي القضاة زين الدين عمر البسطامي (٤) فنشأ في حجر السعادة وحفظ "التنبيه"، وأُسمع من الميدومي والحسن بن السديد وابن عبد الهادي وغيرهم، تجمعهم مشيخته التي خرّجها له أَبو زرعة في خمسة أَجزاء، سمعنا ما عليه.

ناب في الحكم وهو شاب، ودرّس وأَفتى وولى إِفتاء دار العدل وتدريس الشيخونية المنصورية، وخرّج أَحاديث "المصابيح"، وتكلم على مواضع منه وحدّث به. سمعْتُ منه قطعة منه، وكتب شيئًا على "جامع المختصرات"، ثم ولى قضاءَ الشافعية استقلالًا كما بُيّن في الحوادث، وكان كثير التودّد إِلى الناس، معظما عند الخاص والعام مُحببا إليهم، وكان قبل الاستقلال بالقضاءِ يسلك طريق ابن جماعة في التعاظم، فلما استقل أَلَانَ جانبه كثيرًا.

وكانت له عنايةٌ بتحصيل الكتب النفيسة على طريق ابن جماعة فحصَّل منها شيئًا كثيرًا؛ وكان يهاب الملكَ الظاهر فلما مات أَمِنَ على نفسه وظن أَنه لا يُعزل لما تقرّر له في القلوب من المهابة، فسافر مع العسكر، فأُسِر مع اللنكية فلم يحسن المداراة فأهانه وبالغ في إِهانته حتى مات معهم وهو في القيد غريبًا.

غرق في نهر الفرات في شوال بعد أَن قاسي أهوالًا عسى الله أَن يكون كفَّر عنه


(١) جاء بعد هذا ترجمة محمد بن أحمد التي نقلناها إلى موضعها الصحيح ص ١٨٤ رقم ٩٧.
(٢) الإضافة من الضوء اللامع ٦/ ٧٤٣.
(٣) نسبة إِلى منية القائد فضل بن صلح من أعمال الجيزة، انظر: القاموس الجغرافي البلاد المصرية ق ٢ ج ٣ ص ٤٧.
(٤) راجع ترجمته في الدرر الكامنة ٣/ ٣٠١٥ وإن كان حنفيًا.