للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطلب بنفسه فسمع الكثير من بقية أصحاب الفخر فمن بعدهم، وسمع بالقاهرة من بعض شيوخنا.

وقد حصلت له محنة بسبب مسألة الطلاق المنسوبة لابن تيمية ولم يرجع عن اعتقاده، وكان خيِّرًا صينًا ديِّنا، سمعْتُ منه شيئًا.

مات في شعبان بعد أن عوقب واستمر متألما حتى مات، قال ابن حجى: "كان فقيها محدّثا حافظًا، قرأ الكثير وضبط وحرّر (١) وأتقن وألفّ، وجمع مع المعرفة التامة. تخرّج بابن المحب وابن رجب، وكان يُفْتى ويتقشف مع الانجماع، ولم يكن الحنابلة ينصفونه"، قال: "وكان في حالة الطلب يعمل الأزواد في حانوت، ثم ترك وأقام (٢) بالضيائية ثم بالجوزية (٣) ".

١٠٦ - محمد بن سليم بن كامل الحوراني ثم الدمشقى، شمس الدين الشافعي، تفقَّه وتمهَّر واعتنى بالأُصول والعربية، وكان من عدول دمشق، وقرأ "الروضة" على علاء الدين ابن حجى وكتب عليها حواشِيَ مفيدة وأذن له في الافتاء، ودرس وأعاد وتصدر وأفاد، وكان أكثر أقرانه استحضارا للفقه.

مات في رجب بعد أن عوقب بأيدى اللنكية وقارب الستين وليس في لحيته شعرة بيضاء.

وكان أسمر شديد السمرة؛ وله على الروضة حواشٍ مفيدة، وكان يكتب الحكم، وكتب من مصنفات تاج الدين السبكي له كثيرًا.

١٠٧ - محمد بن عبد الله بن سلام الدمشقى، أخو علاء الدين وهو الأصغر.


(١) وردت هذه العبارة في ك على الصورة التالية: "وجرد وانفرد وألف وجمع".
(٢) في ابن قاضي شهبة "أم".
(٣) هي من مدارس الحنابلة بدمشق وهى من إنشاء الشيخ محيى الدين بن عبد الرحمن بن الجوزى، انظر عنها وعمن درس فيها الدارس ١/ ٢٩ وما بعدها، وقد ورد اسم هذه المدرسة في هـ "الجزرية".