للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى صفر توارى أبو كم الوزير علم الدين يحيى من كثرة الكلف على الوزارة، ثم ظهر فخُلع عليه بالاستمرار.

وفيها استقر شمس الدين (١) محمد الشاذلى في حسبة القاهرة عوضا عن شمس الدين البجانسي.

وفي أواخر صفر خُلع على فخر الدين بن غراب ناظر الخاص عوضا عن أخيه سعد الدين باختياره.

وفيها خلص ألطنبغا العثماني من أسْر تمرلنك فقُرر نائبًا في غزة.

وفى ذى القعدة استقر حسن بن الآمدي في مشيخة سرياقوس، وصُرف أبينا التركماني.

وفى رابع (٢) جمادى الآخرة عُزل ناصر الدين الصالحي عن قضاء الشافعية واستقر الإمام جلال الدين بن شيخ الإسلام البلقيني عوضا عنه بمال كبير بذله بعناية سودون طاز، وغضب جكم من ذلك وأساء له القول لمَّا جاء إلى بيته، فلاطفه شيخ الإسلام والدُه، وخرج هو وولده، ثم لم يلبث إلا يسيرًا حتى دبّت العداوة بين جكم وسودون طاز، فانقطع نوروز وجكم عن الخدمة مدة. فبرز جكم إلى بركة الحبش فأقام أيامًا، واجتمع العسكر على سودون طاز، ثم خامر نوروز ويشبك بن أزدمر ومن معهما إلى جكم، ووقعت بينهما عدة وقعات، فانقطع نوروز وجكم عن الخدمة مدة.

فلما كان ثاني يوم عيد الفطر وقعت الحرب بينهم، ثم نزل الناصر إلى الإصطبل ومعه سودون طاز، وبعث طائفة إلى بيت نوروز ليكبسوا عليه فركب وركب الجماعة، فقُتل جماعة في المعركة، وجرح آخرون.

وممَّن فُقد في الوقعة قانباى فلم يُعرف له خبر، مع أنه كان خُلع عليه بنيابة حماة فامتنع وتغيّر. وهرب جكم ومَن اتَّبعه، وأسر سودون من زادة جريحا مع أن جهة نوروز


(١) كان ذلك في شهر ربيع الأول، راجع إعلام ابن قاضي شهبة، ١٩٥ ا - ب.
(٢) أمامها في هامش هـ: "ولاية الجلال البلقيني القضا".