للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واشتهر بكثرة التصانيف حتى كان يقول إنها بلغت ثلاثمائة تصنيف، واشتهر اسمه وطار صيته، وكانت كتابته أكثر من استحضاره فلهذا أكثرُ القول فيه من علماء الشام ومصر حتى قرأت بخط ابن حجى: "كان ينسب إلى سرقة التصانيف فإنه ما كان يستحضر شيئًا، ولا يحقق علما، ويؤلف المؤلفات الكثيرة على معنى النسخ من كتب الناس".

ولما قدم دمشق نوه بقدْره التاج السبكى سنة سبعين، وكتب له تقريظًا على كتابه "تخريج أحاديث الرافعي"، وألزم عماد الدين فكتب له أيضا. وقد كان المتقدمون يعظمونه كالعلائي وأبي البقاء ونحوهما، فلعله كان في أول أمره حاذقًا.

وأما الذين قدموا عليه ورأوه من سنة سبعين فما بعدها فقالوا: لم يكن بالماهر بالفتوى ولا التدريس وإنما كان يقرأ عليهم مصنفاته غالبا فيقرر على ما فيها.

وجرت له محنة بسبب القضاء تقدمت في الحوادث، وكان ينوب في الحكم فترك، وكان موسعا عليه في الدنيا؛ وكان (١) مديد القامة حسن الصورة يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الإشغال والكتابة، وكان حسن المحاضرة جميل الأخلاق كثير الإنصاف شديد القيام مع أصحابه. واشتهر بكثرة التصانيف حتى كان يقال إنها بلغت ثلاثمائة (٢) مجلد ما بين صغير وكبير.

وعنده من الكتب ما لا يدخل تحت الحصر، منها (٣) ما هو ملكه ومنها ما هو أوقاف المدارس لا سيما الفاضلية، ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته (٤) في أواخر عمره وفُقد أكثرها


(١) عبارة "وكان مديد القامة ......... ما بين صغير وكبير" ص ١٤ غير واردة في ظ.
(٢) راجع أول سطر في هذه الصفحة.
(٣) عبارة "منها ما هو ملكه ومنها ما هو أوقاف المدارس لاسيما الفاضلية" غير واردة في ظ.
(٤) عبارة "مع أكثر مسوداته" غير واردة في ظ.