للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيته قبل موته بقليل وهو شيخ جلد صحيح البنية، يظهر للناظر أن الشيخ أسن منه لأن الشيخ قد سقطت أسنانه كلها بخلاف هذا، وكانت لهما أخت عاشت إلى سنة ثلاث وجاوزت التسعين.

٣٠ - محمد بن عثمان الإشليمي (١) ثم المصرى أصيل الدين، ولد بعد سنة أربعين [بإشليم] ولما ترعرع تعانى القراءات ثم اشتغل قليلا في الفقه، وتكسّب بالشهادة، ولازم صدر الدين بن رزين، ثم ناب في الحكم بالقاهرة، ثم سعى في قضاء القضاء على القاضي تقى الدين الزبيري بتحسين القاضي صدر الدين المناوى له وتحريضه عليه وإظهاره الرضا به، فلما شرع في ذلك وجد المناوى السبيل إلى السؤال في العود فأعيد وقرر الأصيل (٢) في قضاء دمشق فوليه في شعبان سنة إحدى وثمانمائة في أواخر دولة الظاهر [برقوق] بمال وافر اقترضه فباشر قليلًا فلم تُحمد سيرته، فلم يلبث الظاهر أن مات فسعى الإخنائي حتى عاد ورجع الأصيل إلى مصر واستمر معزولًا، ونالته بالقاهرة محنة بسبب الديون التي تحملها، وسُجن بالصالحية مرة ثم أطلق، وكان له استحضار يسير من السيرة النبوية، ومن "شرح مسلم" فكان يلقى درسه غالبا من ذلك ولا يستحضر من الفقه إلَّا قليلا.

مات عن ستين سنة أو أكثر في أواخر ذى الحجة من السنة.

٣١ - محمد بن علي بن عقيل بن محمد بن الحسن بن علي، أبو الحسن البالسي

ثم المصرى نجم الدين بن نور الدين بن العلامة نجم الدين، تفقَّه كثيرا ثم تعانى الخدم

عند الأمراء ثم ترك ولزم بيته ودرس بالطيبرسية إلى أن مات.


(١) نسبة إلى إشليم، وقد عرفها مراصد الاطلاع ١/ ٨٣ فقال إنها كورة أو قرية بحوف مصر الغربي، وجاء في القاموس الجغرافي ق ٢، ج ٢، ص ١٩٩ أنها من القرى القديمة من مركز قويسنا، وأشار إلى أن جوتييه ذكرها في قاموسه باسم Hat chilaoum ، كما أن غيره أرجعها إلى الإسم القبطى القديم Chlimi ، أما عن المترجم فانظر الضوء اللامع ٨/ ٣٤٠، وقضاة دمشق ص ١٢٧ - ١٢٨، وإن ورد اسمه به "الاسليمي"، وراجع أيضا ابن قاضي شهبة: الإعلام، ورقة ٢٠١ ب.
(٢) يعنى المترجم.