للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيرة فلم يلبث أَن قُتل ليلة الأَربعاء ثاني عشرى الشهر المذكور، هجم عليه شخص فضربه في خاصرته فمات منها في الثاني والعشرين منه، نقلت ذلك من خطّ مجهولٍ وجدْته في هامش جزء من مسوّدة تاريخ حلب لابن العديم، ثم (١) وجدته في تاريخ القاضي علاء الدين وقال: "أَحمد بن يحيى بن أَحمد بن مالك (٢) الصرميني، من معرة صرمين، وكان قاضي بلده مدة، ثم ولى قضاءَ حلب بعد الفتنة العظمى دون الشَهْر فاغتيل بعد صلاة الصبح ثالث عشري (٣) شوال"، قال: "وكانت له مروعة، وفيه سكون وسيرته حسنة".

٨ - أَبو بكر (٤) بن محمد بن عبد الله بن مقبل زين الدين المعروف بالتاجر (٥)، ناب في الحكم وكان فاضلًا في مذهبه، وكان في أَول أَمره سمسارًا في قيسارية الشرب فانكسر عليه مال كبير فترك صناعته واشتغل بالعلم فتنبّه، ولازم الاشتغال حتى استنابه جمال الدين التركماني بعناية محب الدين ناظر الجيش ولم يزل ينوب عن القضاة إلى أَن مات، وكان مشهورًا بالديانة غير متقيد بزينة الحياة الدنيا مطَّرحا (٦) التكليف في ملبسه وهيئته مع المهابة وقلة الكلام. مات في ثالث ذى الحجة (٧) عن نحو الثمانين (٨)،


(١) من هنا لآخر الترجمة غير وارد في ظ.
(٢) جاء في الضوء اللامع ٢/ ٦٧٧ "ملك السرمينى، نسبة لسرمين من أعمال حلب".
(٣) "ثالث عشر" في ز، هـ.
(٤) وردت هذه الترجمة في ظل على الصورة التالية: "أبو بكر بن عبد الله بن مقبل الحنفى السمسار والتاجر زين الدين، كان أولا سمسارًا في البز ثم تحول إلى الفقه فهر فكان يعرف بالتاجر، وترقى إلى أَن درس وأفتى وناب في الحكم بالقاهرة وحمل عنه الطلبة، وكان مطرحا للمتكلف في ملبسه وهيئته مع المهابة وقلة الكلام. مات في ثالث ذي الحجة من نحو الثمانين، وهو غير زين الدين السكندرى الحنفى نائب الحكم أيضا الأديب الفاضل، تأخر عن الأول ولهم ثالث وهو زين الدين المخدوم ناب في الحكم وتأخر عن الثاني".
(٥) "الناجز" في هـ.
(٦) راجع حاشية رقم ١.
(٧) راجع أيضا حاشية رقم ٤.
(٨) انظر الضوء اللامع ١١/ ٢١٥.