للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٣ - عنان بن مغامس بن رميثة بن أَبى نمى الحسنى المكّى، يُكنى أَبا نما، وُلد بمكة سنة اثنتين وأَربعين، وربّاه عمه سند بن رميثة لما قُتل أبوه، فلما مات استولى على خيله وسلاحه وأَثاثه، فأَراد عجلان نزع ذلك منه لأَنه وارث سند (١) ففر عنان منه، ثم، ثم أَرسل يؤمنه فعاد إليه فأَكرمه وبالغ عنان في خدمته حتى كان عجلان يقول: "هنيئًا لمن له ولد مثل عنان"، ثم تزوج بابنة عمه أَم السعود (٢) واختص بوالدها أَحمد بن عجلان، ثم تنكر له أَحمد فذهب عنه عنان إلى صاحب حلى، ثم توجّه عنان وحسن بن ثقبة إلى مصر وبالغا في الشكوى من أَحمد عجلان، واتفق كون كبيش بن عجلان بمصر فساس الأَمر إلى أَن رجع عنان ومعه مراسيم السلطان بإعطائه ولحسن ما التمساه، فلم يوافق عجلان على ذلك، ففرّ عنان وحسن بن ثقبة منه فردّهما أَبو بكر بن سنقر أَمير الحاج، فلما عادا ورجع أَبو بكر بالحاج قُبض عليهما أَحمد بن عجلان وعلى أَخيه محمد وعلى أَحمد بن ثقبة وابنه على، وسجن الخمسة، ففر عنان وتوصّل إلى مصر وذلك في سنة ثمان وثمانين وجرت له في هربه خطوب، فاتفق موت أَحمد بن عجلان وولاية ابنه محمد، فبادر إلى كحل المسجونين فبلغ ذلك الظاهر فغضب فأَرسل إلى (٣) محمد بن أَحمد بن عجلان من فَتَك به لما دخل الحاج مكة، واستقرّ عنان أَمير مكة ودخل مع أَقباى المسارداني أَمير الحاج، ووقع الحرب بينه وبين بني عجلان فهزمهم.

فلما رجع الحاج تجمع كبيش بن عجلان ومن معه وكبسوا جُدّة ونهبوا أموال التجار فلم يقاومهم عنان واحتاج إلى تحصيل مال أَخذه من المقيمين من أَهل مكة من التجار وغيرهم ليرضى به مَن معه، وأشرك معه في الإمرة أَحمد بن ثقبة وعقيل بن مبارك ودعا لهما معه، ثم أشرك معهم على بن مبارك فتفرّق الأَمر وكثر الفساد، فبلغ السلطان ذلك فأَمَّر على بن عجلان على مكة، فقاتله عنان خارج مكة سنة تسع وثمانين، فقتل في الوقعة كبيش وجماعة، وانهزم على ومن معه إلى الوادى، فلما قدم الحاج فرّ عنان إلى نخلة، وقام على بن عجلان


(١) "سعد" في ز.
(٢) في الضوء اللامع، ٥/ ٦٦٤ "المسعود".
(٣) في هامش هـ. بخط الناسخ "بيان محمد بن أحمد".