للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإمرة مكة، فلما رجع الحاج عكف عنان على وادى مَرّ وعلى جدة وكاتبَ السلطان، فكتب بأَن يشترك مع علي بن عجلان في الإمرة فلم يتم ذلك، وقدم مصر سنة تسعين فلم يقبل عليه السلطان وسُجن في أَيام تَغَلُّبِ منطاش.

فلما عاد الظاهر للمُلك أَعادَهُ إلى الإمرة شريكا لعلى بن عجلان فسار إلى ينبع، فحاربه وُبَيْر بن نخبار أَمير ينبع فظهر عليهم ونزل الوادى في شعبان سنة اثنتين وتسعين، ثم دخل مكة ودعى له إلى رابع صفر سنة أَربع وتسعين، ثم وثبوا عليه ليقتلوه وهو في الطواف ففرّ، وفى غضون ذلك فسدت الطرقات بالحجاز، فأَرسل السلطان فأَحضر عنانًا وعليا فدخلا مصر في جمادى الآخرة، فأَفرد عليا بالإمرة وأَمر عنان بأَن يقيم بمصر، ورتب له ما يقوم به ثم سُجن بالقلعة في سنة خمس وتسعين، ثم نقل في أَواخر سنة تسع وتسعين إلى الإسكندرية هو وجماز (١) بن هبة أَمير المدينة ومعهما على بن مبارك بن ثقبة، ثم أعيد عنان إلى القاهرة في آخر سنة أَربع وثماني مائة فمرض بها ومات يوم الجمعة مستهلّ شهر ربيع الأَول.

وكان شجاعا كريما له نظم، قليل الحظ في الإمارة، وافر الحظ في الخلاص من المهالك إلى أَن حضر أجله في ربيع الأَول وله ثلاث وستون سنة.

٢٤ - عيسى بن محمد بن محمد الحجاجي أَبو الروح الصوفى، ولد في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين، وكان ظريفًا لطيفا (٢) معروفًا بذلك.

٢٥ - كلثم بنت الحافظ تقى الدين محمد بن رافع السلامي الدمشقية، تكنى أَم عمر، سمِعت من عبد الرحيم بن أَبي اليسر حضورا وغيره. وأَجازت لي قديما وماتت في ربيع الأَول.


(١) راجع الضوء اللامع ٣/ ٣٠٧.
(٢) محذوفة في ظ، وأمامها في الهامش بخط ابن حجر نفسه "تحرر سنة وفاته"، وقد نقل الضوء اللامع ٦/ ٥٠٦ ترجمته هناك عن الإنباء.