للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن كان يبالغ في تسميتهم ويجتهد في التحصيل لهم، وكان يتعانى نظم الشعر فيأتي منه بما يضحك إلا أنه كان ربما وقع له ديوان غير شهير فيأخذ منه ما يمدح به الأعيان خصوصاً القضاة إذا ولوا ويستعين بمن يغير له بعض الأسماء وربما عثر على القصيدة في ديوان صاحبها. وأعجب ما وقع له أنه أنشد لنفسه عندما ولي ناصر الدين ابن الميلق القضاء:

إن ابن ميلق شيخ رب زاوية ... غر من الناس بالأحوال غير دري

قد ساقه قدر نحو القضاء ومن ... يسطيع رد قضاء جاء عن قدر

فوجد البيتان بعينهما للقاضي بدر الدين ابن جماعة وقد غير منهما بعض الشطر لأول من البيت الأول فقط وهما والعبد فهو فقير رب زاوية إلى آخرهما ومات في شوال بعد أن جرت له محنة مع القاضي جلال الدين لكونه مدح القاضي الذي عزل به فضربه أتباعه وأهانوه فرجع متمرضاً فمات، وتفرقت كتبه وأجزاؤه شذر مذر.

محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن فريج المصري القاضي ناصر الدين ابن الصالحي من الصالحية التي بظاهر القاهرة ولد سنة بضع وخمسين، وسمع على ما ذكر من الشيخ جمال الدين ابن نباتة وغيره، وتعانى الأدب فنظم الشعر الوسط وكتب الخط الحسن، ووقع عن القضاة ثم ناب في الحكم عن الحنفية ثم عن الشافعية، ثم وثب على منصب القضاء لما غاب المناوي فتم له ذلك عشرة أشهر ثم عزل ثم أعيد بعناية السالمي في شوال فاستمر فيه أربعة أشهر، ومات بعلة القولنج الصفراوي، وأسف أكثر الناس عليه لحسن تودده وكرم نفسه وطيب عشرته ومشاركته في العلم ولأنهم ألفوا

<<  <  ج: ص:  >  >>