وعمه بدر الدين بن عبد العزيز وابن البوري بالإسكندرية، وكان محباً في الصالحين وفي أهل الخير، اختل حاله في أواخر عمره ومات فلم يخلف إلا نزراً يسيراً إلا أنه لم يخلف عليه ديناً فشابه عمه من جهة وفارقه من جهة، فإن عمه مات وخلف ديناً كثيراً وتركة زوجته فجاء ما يحصل من تركة زوجته من نصيبه بقدر وفاء دينه، وهذا لما مات لم يخلف إلا ستمائة درهم فاخرج منها ولم يخلف فرساً ولا حماراً ولا داراً إلا قليلاً من الثياب الملبوسة وأثاثاً يسيراً، وخلف خمس بنات وزوجة وابني أخ، فلم تبلغ تركته إلا شيئاً يسيراً، وهو جد أولادي لأمهم؛ مات في آخر ربيع الأول، سمعت منه قليلاً.
عبد المنعم بن سليمان بن داود الشيخ شرف الدين البغدادي الحنبلي ولد ببغداد واشتغل بها، وتفقه ومهر وأفتى ودرس وصحب تاج الدين السبكي وغيره، وأخذ الفقه عن الموفق الحنبلي، وتعين للقضاء غير مرة فلم يتفق ذلك وكان صاحب نوادر وفكاهة، وقد درس للحنابلة بالمنصورية وإفتاء دار العدل، ثم دخل القاهرة فاستوطنها، وولي تدريس أم الأشرف بعد حسن النابلسي سنة اثنتين وسبعين؛ ومات في شوال.
عبيد الله - بالتصغير - بن عبد الله الإردبيلي جلال الدين الحنفي لقي جماعة من الكبار بالبلاد العراقية وغيرها، وقدم القاهرة فولي قضاء العسكر ودرس