للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠ - عبد الصادق بن محمد الحنبلي الدمشقى، كان من أَصحاب ابن منجا، ثم ولى قضاء طرابلس وشُكِرت سيرته، ثم قدم دمشق وتزوّج بنت السّلاوى زوجة مخدومه تقيّ (١) الدين بن المنجا وسعى في قضاء دمشق ومات في المحرّم، سقط عليه سقف بيته تهلك تحت الرّدم.

٢١ - على بن خليل بن علي بن أَحمد بن عبد الله بن محمد المصرى الحنْبلي، نور الدين الحِكْرى، كان فاضلًا نبيها، درّس وأفاد وعمل المواعيد بالجامع الأَزهر، ثم ولى قضاءَ الحنابلة قليلًا عوضا عن موفَّق الدين أَحمد بن نصر الله في يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانى مائة فأَكثر من النواب، وسافر مع العسكر في وقعة تنم ثم رجع فأُعيد الموفّق في ذى الحجة منها ثم استمرّ مفصولًا (٢) إلى أَن مات في تاسع المحرّم؛ وهو والد بدر الدين الحكرى الذي ناب في الحكم (٣) بعد ذلك مدة، وسيأْتى سنة سبع وثلاثين وثمانى مائة.

٢٢ - على بن عمر بن سلمان الخوارزمي أَبو الحسن علاء الدين، وُلد سنة ستٍ وستين بمصر، وكان أَبوه من الأَخيار فنشأَ ولده على أَجمل طريقة وأَحسن سيرة، وأَكبّ على الاشتغال بالعلم، ثم طالع في كتب ابن حزم فهوى كلامَه واشتهر بمحبّته والقول بمقالته وتظاهَرَ بالظاهر، وكان حسنَ العبادة كثير الإقبال على التضرّع والاجتهاد والابتهال والدعاء، ونزل عن إقطاعه في سنة بضعٍ وثمانين، وأَقام بالشام مدة ثم عاد إلى مصر وباشر عند بعض الأُمراء. وقرأْتُ بخط الشيخ تقيّ الدين المقريزي أَن المذكور باشر شدّ الأقصر لبعض الأُمراء (٤)، ولم يكن يُزرع بها إلَّا نحو أَلف فدان وباقيها بُورٌ وخرس.


(١) راجع ابن طولون: قضاة دمشق، ص ١٨٩.
(٢) جاء في عقد الجمان للعينى ٣/ ٢٠٦ "إنه ابتلى بتولية القضاء في مذهب الحنفية".
(٣) كانت نيابته في الحكم عن الحنابلة، كما أشار ابن حجر إلى أن بدر الدين ناب عنه أيضا في الحكم، انظر رفع الإصر، ص ٣٩٩.
(٤) جاء بعد هذه العبارة في الضوء اللامع ٥/ ٢٦٦ "فذكر أن مساحتها ٢٤.٠٠٠ فدان"، وكان ذلك في سنة ٧٩١ هـ.