للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان حسنَ العبادة شديدَ الإقبال على الله. مات في تاسع صفر.

٢٣ - على بن محمد بن عبد الوارث بن جمال الدين محمد بن زين الدين عبد الوارث بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن حسن بن يعقوب بن محمد بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصديق القرشيّ التيميّ البكرى، الشيخ نور الدين، اشتغل بالعلم ومهر في الفقه خاصّةً وكان كثير الاستحضار قائمًا بالمعروف شديدًا على مَنْ يطلع منه على أَمرٍ منكر، فجَرَّه الإكثار من ذلك إلى أَن حسَّن له بعض أَصحابه أَن يتولى الحسبة، فولى حسبةَ مصر مرارًا وامْتُحِنَ بذلك حتَّى أَضرَّ ذلك. به، ومات في ذى القعدة مفصولا [عن الحسبة] وله ثلاث وستون سنة.

٢٤ - عمر بن إبراهيم بن سليمان، الرّهاوى الأَصل ثم الحلبي، زين الدين كاتبُ الإنشاء بحلب، قرأَ على الشيخ شمس الدين الموصلى وأَبى عشائر، وتعانى الأَدب وبرع في النظم وصناعة الإنشاء وحسن الخطِّ، وولى كتابةَ السرّ بحلب عوضًا عن ناصر الدين [محمد] بن أَبي الطيب، ثم ولى خطابة الجامع الأُموى بعد وفاة أَبي البركات الأَنصارى، وكان فاضلًا ذا عصبيّة ومروءة، وهو القائل:

يا غائبينَ وفي سِرِّى مَحَلُّهُمُو … دَمُ الفؤادِ بسَهْمِ البيْنِ مسفوكُ

أشتاقُكُم (١) ودُموعُ العَيْنِ جاريةٌ … والقَلْبُ في رِبْقَةِ الأَسْواق مَمْلُوكُ

ومن شعره:

وحَائِكٍ يَحْكِيه (٢) بدْرُ الدُّجى … وجهًا، ويحْكِيه القَنا قدًّا

ينَسْج أَكفانًا لعشَّاقِه … مِنْ غزْل جفنَيْه وقد سُدَّا


(١) في ز " أسيافكم".
(٢) في هـ: "مخلفه".