محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي سالم شمس الدين ابن الألكابي الحلبي، ولد بحلب خامس شعبان سنة ثمان وأربعين وحفظ المنهاج وعرضه على الزين الباريني وتفقه عليه ونسخ شرح المنهاج لابن الملقن بخطه، وكان والده من الفقهاء بحلب وينوب في بعض البلاد وعرض عليه ذلك بعده فامتنع وتزهد ولبس طريق التصوف، وسافر إلى القدس فلبس الخرقة من الشيخ عبد الله البسطامي، ثم رجع إلى بلده حلب وانقطع بزاوية خارج باب الجبان، وصار معتقداً مقبلاً على شأنه ديّناً بهيّ المنظر وتلمذ له جماعة، وحجّ مراراً وجاور في بعضها، واشتهر عند أهل حلب وبنيت له زاوية، ولبس منه جماعة الخرقة، وكان الأكابر يتردّدون إليه ويتبرّكون به ولا يزداد مع ذلك إلا تواضعاً وتعبّداً، وكان منور الشيبة حسن الخلق والخلق كثير الحياء بهيّ المنظر وسكن بعد الكائنة العظمى في دار القرآن المجاورة للجامع الكبير إلى أن مات بعد الزوال في تاسع ذي القعدة، وحضر جنازته لا يحصون كثرة، نقلته من تاريخ حلب لابن الخطيب الناصرية.
محمد بن صالح بن عمر بن أحمد الحلبي المعروف بابن السفاح ناصر الدين، ولي كتابة الإنشاء ثم ترقى إلى أن ولي كتابة السر بحلب، ثم تحوّل منها فوقع على يشبك بالقاهرة وعيّن لكتابة السر بالقاهرة فلم يقدر ذلك، ومات في تاسع عشر المحرّم، وكانت قد انتهت إليه الرئاسة عند يشبك وكان عليه اعتماده في مهماته، وكان عالي الهمة عارفاً بالسياسة كثير المروءة شديد العصبية كثير المحبة للعلماء والصالحين، وحصلت له محنة في سلطنة الظاهر وصودر ثم توجه إلى القاهرة بعد وقعة