تنم فاتصل بالأمير يشبك واستقر في التوقيع بين يديه إلى أن مات فكنت رأيته عنده، وكان لطيف الشكل رحمه الله تعالى.
محمد بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود بن عباس الصلتي ثم المعري شمس الدين، ولد في سنة خمس وأربعين أو قبلها، وهو سبط البرهان بن وهيبة، ونشأ في حجر خاله بدر الدين بن وهيبة، وولي قضاء غزة في أوائل هذا القرن مضافاً إلى القدس ومن قبل ذلك قضاء بعلبك وحمص وحماه مراراً، ثم قدم القاهرة فسعى في قضاء المالكية بدمشق فوليه ولم يتم أمره، ثم ولي قضاء دمشق على مذهب الشافعي بعد الوقعة أشهراً، ثم عزل ومات معزولاً، وكان مفرطاً في سوء السيرة قليل العلم وكان قد اشتغل قليلا وأذن له شمس الدين ابن خطيب يبرود في الإفتاء، وذكره ابن حجي في تاريخه في حوادث سنة ثمان وثمانين قال: وفيها ولي ابن عباس قضاء بعلبك وهو رجل جاهل وكان الذي عزل به رجل من أهل الرواية يدرس بدار الحديث بها فجاء هذا لا دراية ولا رواية وإنما كان يتولّى بالرّشوة لبعض من لا خير فيه، مات في أول جمادى الأولى، وكان إذا ولي القضاء إنما يكتب له مجرداً عن الأنظار والوظائف فإنه كان أرضى بهما أهل البلد ورضي بالقضاء مجرّداً، ومدّة ولايته لقضاء دمشق في المرّتين سنة وشهر.
محمد بن عبد الرحمن الصبيبي المدني اشتغل بالفقه ودرس في الحرم النبوي، ومات بصفد وقد بلغ الخمسين.