للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التنبيه، وسمع على الشيخ شهاب (١) الدين بن خليل وغيره، وناب في الحكم عن ابن عمه صدر الدين [محمد بن إبراهيم]، وكان مزجيَّ البضاعة، وقد درس بعدّة أماكن، وخطب بالجامع الحاكمي. مات في جمادى الآخرة وقد قارب الخمسين (٢).

١٤ - جكم بن عبد الله، أبو الفرج الظاهرى، كان من مماليك الظاهر [برقوق] وأول ما أمره طبلخاناه في سنة موته، واستقر رأس نوبة بعد موته وذلك في خامس ذي القعدة سنة إحدى [وثمانى مائة]، وقيل مات قبل أن يتأمّر.

وأوْل ما شهر أمره في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وثمانى مائة بعد موت أستاذه بقليل، واستقر هو وتنكزبغا وآقيغا الأشقر وخيربك وسودون من زاده وباش باي رءوس نواب صغارًا، ثم كان هو الذي قيد أيتمش بعد هزيمة تنم وسجنه هو والأمراء بالقلعة. وكان يحب العدل والإنصاف فلم يمكِّن أحدًا من الفساد بدمشق في تلك الوقعة.

ولما عاد الناصر إلى مصر أمره تقدمةً عوضًا عن دقماق بحكم انتقاله لنيابة حماة، ولم يخرج فيمن خرج في وقعة اللنك، فلما كان في التاسع من شوال سنة ثلاث ثارت الفتنة بين الأمراء فقام جكم وسودون الطيار وطرباى وطائفة، ثم لحق بهم سودون طاز أمير آخور ومعه من الخيول السلطانية ما احتاج إليه، فعرض الناصرُ على جكم نيابة صفد فامتنع، فأرْسل إليه نوروز ومعه القاضي الشافعي - وهو يومئذ ناصر الدين الصالحي - فعوق نوروز عنده، فرجع القاضي إلى الناصر فأخّره فتخلَّى الناصر عن يشبك وكان هو المطلوب، فتحاربوا فانهزم يشبك ونُهِبت داره ثم قبض عليه وبعثه هو ومَن معه إلى الإسكندرية واستقر دُويدارًا عوضًا عن يشبك وصار هو المشار إليه، وباشر بحرمة ومهابة، ونادى


(١) "بهاء الدين" في الضوء اللامع ١١/ ١٩٦.
(٢) في ز، ظ، ك "الستين" وقد صححت إلى ما بالمتن بعد مراجعة السلوك المقريزى، ورقة ٦٣ ا حيث قال: "مات عن بضع وخمسين سنة" مما يتفق وما ذكره ابن حجر في المتن من أن ولادة صاحب الترجمة كانت قبل سنة ٧٦٠ هـ، ومع أن السخاوى: شرحه ١١/ ١٩٦ أشار إلى سنة ولادته هذه إلا أنه جعل وفاته سنة ٨٠٩ كما بالمتن، وقال إنه مات وقد قارب "الستين".