بن قاسم بن محمّد بن جعفر الأنصاري البيساني الأصل ثم الدمشقي أبو المعالي جلال الدين ابن خطيب داريّا ولد سنة خمس وأربعين، وعني بالأدب ومهر في اللغة وفنون الأدب وشهد في القيمة، وقال الشعر في صباه ومدح الأشرف شعبان لما فتح مدرسته بقصيدة قرأها عليه الشيخ بمدرسته ومدح أبا البقاء وولده والبرهان ابن جماعة فمن بعدهم ثم هجا البرهان ومدح القاضي جلال الدين البلقيني بقصيدة لاميّة طويلة جداً سمعتها من لفظه وفيها: جلال الدين يمدحه الجلالي، وتقدم في الإجادة إلى أن صار شاعر عصره غير مدافع، وقد طلب الحديث بنفسه كثيراً، وسمع من القلانسي ومن بعده ولازم الشيخ مجد الدين الشيرازي صاحب اللغة وصاهره، سمعت من شعره ومن حديثه، وطارحته ومدحني وكان بعد الفتنة أقام بالقاهرة مدة في كنف ابن غراب ثم رجع إلى بيسان فسكنها، ومات في ربيع الأول ببيسان من الغور الشامي، وكان له بها وقف فسومح بخراج ذلك وأقام هناك.
محمّد بن زكريا المريني صاحب بلد الغتاب، لما مات أحمد بن محمّد ابن أبي العباس واستقر أخوه زكريا بدله قصدهم محمّد وكان مقيماً بفاس وأعانه صاحبها أبو سعيد عثمان ابن أبي العباس ابن أبي سالم وملكها فلم يزل أبو فارس يعمل عليه حتى انفضَّ عنه جمعه وقبض عليه وقتله في ذي الحجة من هذه السنة.
محمّد بن عبد الحكم ويقال له علي بن أبي علي عمر بن أبي سعيد عثمان بن عبد الحق المريني، كان أبوه صاحب سجلماسة ومات بتروجة بعد أن حجّ في سنة سبع وستين فنشأ ولده هذا تحت كنف صاحب تلمسان، ثم إن عرب المعقل نصبوه في سنة تسع وثمانين أميراً على سجلماسة وقام عاملها علي بن إبراهيم بن عبوس بأمره ثم تنافرا